بمجرد الضغط على زر التشغيل، ينهض محرك V12 بتناغم لا مثيل له. يبدأ بصوت ناعم مثل همس، ثم يتحول إلى هدير يُشبه العاصفة عند تجاوز 6,000 دورة في الدقيقة. السيارة تنطلق كصاروخ بمجرد لمس دواسة الوقود، لكنها في الوقت ذاته تقدم تحكمًا متوازنًا وذكاءً هندسيًا يجعلك تشعر وكأنك واحد مع الآلة.

المقود دقيق إلى حدّ غير معقول، وناقل الحركة الأوتوماتيكي مزدوج القابض ينفّذ الأوامر بسرعة برق. عزم الدوران يتدفق بسلاسة، مما يمنحك تسارعًا مذهلًا دون أن يفقد السيارة توازنها، حتى في المنعطفات الحادة.

فتعتمد فيراري 12 سيليندري على محرك V12 طبيعي السحب بسعة 6.5 لتر، يولد قوة مذهلة تبلغ 830 حصانًا عند 9,250 دورة في الدقيقة، مما يجعلها واحدة من أقوى سيارات الطرق التي أطلقتها مارانيلّو على الإطلاق دون أي شحن توربيني أو كهربائي. يصل عزم الدوران إلى 678 نيوتن متر عند 7,250 دورة في الدقيقة، وتستطيع السيارة التسارع من 0 إلى 100 كلم/س في أقل من 2.9 ثانية، وتبلغ سرعتها القصوى أكثر من 340 كلم/س.

ويرتبط المحرك بناقل حركة أوتوماتيكي مزدوج القابض من 8 سرعات، يستمد تقنياته من سيارات الفورمولا 1، ما يمنحك تغييرات سريعة وسلسة حتى في أقصى ظروف القيادة. وتم تعزيز السيارة بنظام توجيه رباعي العجلات، ما يمنحها ثباتًا لا يُصدق عند المنعطفات وسلاسة في المناورة بسرعة منخفضة. كما تم تحسين نظام التبريد والتهوية الهوائية باستخدام فتحات هواء نشطة وتوجيه ديناميكي للهواء لتبريد المحرك والمكابح دون التضحية بالأداء الإيروديناميكي.

أما المكابح، فهي من الكربون سيراميك، وتوفر قوة توقف هائلة وثباتًا حراريًا مثاليًا حتى بعد الاستخدام المكثف. وتجلس السيارة على نظام تعليق أمامي وخلفي مستقل مزود بنوابض مزدوجة ونظام تخميد مغناطيسي قابل للتعديل، ما يتيح توازنًا مذهلًا بين الراحة والدقة الرياضية.

من النظرة الأولى، تأسر فيراري 12 سيليندري الأنظار بتصميمها الخارجي المستلهم من طرازات الستينيات الكلاسيكية، وتحديدًا من فيراري 365 GTB/4 "دايتونا". لكن بالرغم من هذه اللمسات التراثية، فإن السيارة تنضح بالعصرية، مع خطوط انسيابية ناعمة تندمج بانسياب مع الأسطح، وغطاء محرك طويل يخفي تحته وحشًا ميكانيكيًا. المصابيح الأمامية الحادة محاطة بشريط ضوئي LED مدمج في الغطاء الأمامي، مما يضفي عليها مظهرًا شرسًا وحديثًا في آنٍ معًا. أما من الخلف، فتبرز المصابيح الدائرية المزدوجة وناشر الهواء الكبير والمشتت السفلي الكربوني، الذي يؤكد على الأداء العالي والديناميكية الهوائية.

وتتزين السيارة بعجلات قياس 21 بوصة ذات تصميم خماسي شعاعي، تضفي عليها لمسة من الهيبة والقوة، بينما تتناغم الألوان الثنائية، مثل الأحمر التقليدي أو الأبيض اللؤلؤي مع لمسات سوداء أو فضية، لإبراز شخصية السيارة الفريدة.

أما المقصورة الداخلية فهي فصل آخر من الفخامة الإيطالية المصقولة بالتكنولوجيا. حيث تحتضن المقصورة السائق والراكب في مقاعد رياضية مصممة بعناية، مكسوة بجلد فاخر وخياطة دقيقة. تتمحور لوحة القيادة حول السائق بأسلوب cockpit cockpit مستقبلي، مع شاشة رقمية منحنية خلف المقود، وشاشة منفصلة أمام الراكب لعرض البيانات الترفيهية والميكانيكية.

ومن اللافت أن السيارة تتخلى عن الشاشة المركزية التقليدية، مفضّلة تجربة قيادة نقية تركز على الإحساس بالطريق والآلة. وتضفي اللمسات الكربونية والألمنيوم المصقول بعدًا رياضيًا، فيما توفر أنظمة الإضاءة الداخلية أجواءً درامية تتماشى مع طابع السيارة المتوحش.

ما يميز فيراري 12 سيليندري ليس فقط الأداء، بل الطريقة التي تُجسّد بها مزيجًا فريدًا بين تراث الشركة الإيطالية العريق والابتكارات العصرية. فالهيكل مصنوع من الألمنيوم والكربون فايبر، مما يمنح السيارة خفة وصرامة هيكلية عالية. نظام التعليق النشط يجعل السيارة مريحة على الطرق السريعة ورياضية شرسة على الحلبات.

وفي الداخل، تجد مقصورة تليق بمركبة مستوحاة من الطائرات المقاتلة: شاشة منحنية خلف عجلة القيادة، أزرار تستجيب باللمس، ومقاعد رياضية تعانق جسدك بثقة. كل تفصيل دقيق ومصمم ليخدم السائق، لا لإبهاره فقط.

قيادة فيراري 12 سيليندري ليست فقط اختبارًا للأدرينالين، بل تجربة فنية تجعلك تُعيد اكتشاف متعة القيادة. سواء كنت على طريق جبلي متعرج أو على خط مستقيم مفتوح، تُشعرك السيارة بأنها على قيد الحياة، تُحادثك بلغة من الأحاسيس والأصوات والاهتزازات.

ومع إنتاجها المحدود وارتفاع قيمتها مع الزمن، تعتبر هذه الفيراري أكثر من مجرد وسيلة نقل أو حتى سيارة خارقة. إنها إرث قابل للقيادة، واستثمار له صوت، ورائحة، وروح.

فيراري 12 سيليندري ليست سيارة فحسب، بل تجربة حسيّة متكاملة تلخص 75 عامًا من المجد الإيطالي. إنها السيارة التي تُعيد تعريف الحدود بين الإنسان والآلة، بين القيادة والإبداع.