جوزيف جيل هنري فيلنوف هو متسابق كندي ولد عام 1950 وكانت لحظة ميلاده في بطولات الفورمولا 1 عام 1977 عندما بدأ مشواره مع فريق ماكلارين بسباق انجلترا للجائزة الكبرى، خاض العديد من السباقات وأثبت نفسه لكن في نفس العام رأى رئيس الفريق تيدي ماير أنه من المحتمل ارتفاع تكلفته في الفترات القادمة لذلك أصبح خيار الاستغناء عنه مطروحاً على الطاولة وبالفعل يسافر فيلنوف إلى إيطاليا لمقابلة إنزو فيراري في نفس ذلك العام والقيام بعدة جولات تجريبية على حلبة فيورانو الخاصة بفيراري، ورغم وقعه في عدة أخطاء وعجزه عن تسجيل أسرع زمن على الحلبة، أمن به إنزو ورأى أن يستحق الفرصة، وفوراً ينتقل فيلنوف لفيراري قبل انتهاء الموسم حيث سابق معهم في آخر سباقين للفورمولا 1 سنة 1977.

الأخر هو ديدييه جوزيف لويس بيروني، الفرنسي الذي ولد عام 1952 وبدأ منافسته بالفورمولا 1 عام 1978 بعدما أنهى تدريبه بمدرسة وينفيلد لقيادة السباقات ما أهله لعدة انتصارات مثل بطولة فورمولا 1 فرنسا والفوز بسباق موناكو للفورمولا 3 عام 1977، بدأ بيروني مشواره بالفورمولا 1 في الموسم التالي لدخول فيلنوف، حيث نافس مع فريق تايريل وفي نفس العام حقق أسندت إليه المنافسة مع رينو بسباق لو مان للـ24 ساعة حيث فاز بالفعل وتفوق على سيارة بورشه وقتها بأربعة لفات، استمر بيروني في الفورمولا 1 مع تايريل لموسمين ثم في 1980 انتقل لفريق ليجييه وحقق معهم أول فوز له في تاريخه بالفورمولا أثناء سباق جائزة بلجيكا الكبرى، ولكنه واجه بعض التحديات فيما بعد بسبب عدم قدرة سيارة الفريق لاستخراج قدرتها الكاملة والسلطة السياسية لزميله بالفريق جاك لافيتي ما كان معناه أن بيروني لن يتمكن من الوصول للبطولة مع هذا الفريق، بينما أثار أسلوب قيادته إعجاب إنزو فيراري بشكل كبير وحاز على تقدير أغلب أعضاء الشركة في مارانيللو ليصبح في 1981 زميلاً لفيلنوف.

يذكر أن فيلنوف رحب ببيرونى وقت انضمامه للفريق وعامله بكل مساواة وتقدير وعبر بنفسه عن ثقته به في الأوقات التي سبقت جائزة سان مارينو الكبرى في إيطاليا من موسم 1982، كان لهذا السباق ظروف خاصة، فيلنوف كان قد أثبت نفسه بجدارة في الموسم الخامس له مع فيراري ورأه البعض كالأسرع في تاريخ الفورمولا 1، وشهرة بيروني كانت في ازدياد واضح بعد منافسته مع عدة فرق، لكن رغم ذلك كان واجه الفريق بداية في غاية الصعوبة، فيلنوف لم يحصل إلا على نقطة واحدة منذ بداية البطولة وبيروني كان تم استبعاده في جائزة أمريكا الكبرى ولم يمتلك أية نقاط بينما كانت الظروف في صالحهم، قاطعت أغلب الفرق هذا السباق بعد عدم تأهل سيارات برابهام وويليامز وكانت فيراري ورينو المتبقيتين من الفرق القوية، 14 سيارة انطلقت على الحلبة وكانت المنافسة شديدة بين متسابقي فيراري ورينو أرنو وألاين بروست الذين سابقوا مع رينو، توقفت سيارة بروست بعد 6 لفات وكذلك سيارة أرنو في اللفة.

انفرد فيلنوف بالمركز الأول بهذا الوقت من السباق وتبعه بيروني في المركز الثاني وتلقيا أمراً من إدارة الفريق بالثبات على نفس المراكز بينما يقوم بيروني بتخطي فيلنوف في منعطف توسا من حلبة سان مارينو ويفوز بالسباق، الموقف الذي رأه الفرنسي بأنها حركة غدر وخيانة وكسر للأمر، بينما علل الأخر بأن هذا الأمر يشير للقيادة بشكل أمن فقط ولا يلزم بعدم التخطي.

تمثل الهدف الأوحد بعد هذا الموقف في الانتقام من بيروني ما أراد فعله في السباق التالي على حلبة زولدر ببلجيكا، كان بيروني في المركز الأول ويفصله عنه الألماني يوخن ماس، وأثناء محاولة تخطيه على سرعة 245 كم/س اصطدم بعجلات سيارته ما أدى لطيران السيارة وانقلابها ولشدة الحادث يقال أن حزام الأمان انكسر وتسبب في خروج جسم السائق واصطدامه بالسور الأيسر للحلبة، وهنا توفى فيلنوف في عمر الـ32 بعد 68 سباق و6 انتصارات في الفورمولا ، بينما انتقم القدر له من بيروني بعد عدة جولات وبالتحديد في جائزة ألمانيا الكبرى التي غمرتها الأمطار، اصطدم المتسابق الفرنسي بسيارة ألاين بروست لشدة الرزاز القادم من العجلات ما أدى لتعرضه لإصابة شديدة بقدميه منعته من المنافسة بالفورمولا 1 لعدة أعوام وفي 1986 كان قد تمكن من استعادة الحركة وأراد العودة وبالفعل أثبت استمرار سرعته على الحلبات لكن استلزمت عودته حينها رد تكاليف العلاج بالكامل لشركة التأمين ما منعه من ذلك، لكنه اتجه لاتباع شغفه للسباقات في مجال أخر، على المياه عبر سباقات المراكب البحرية، وفي 1987 تعرض لحادث أثناء إحدى الجولات بانجلترا تسبب في انقلاب المركبة وأودى بحياته هو واثنين من أعضاء فريقه.