لامبورجيني ليست شركة سيارات عادية، بدأت بسبب علاقة مؤسسها بسيارات فيراري، علاقة حب ثم عداوة، بدأت بتصنيع سيارات رياضية للطرق العامة، وتحولت إلى صناعة سيارات السوبر كار، التي برعت فيها لسنوات طويلة، فما سر تخصصها في صناعة السيارات الرياضية.. بدون إطالة في المقدمة إليكم قصة نشأة لامبورجنيي التي تسببت فيراري في وجودها، وبالأخص سلوك إنزو فيراري الذي نشكره عليه.
فيروتشيو لامبورجيني كان رجل بارع في صناعة الجرارات، كون ثروته من شركته المتخصصة في صناعة الجرارات، وكان أحد الطرق المفضلة لديه في إنفاق ثروته هي شراء سيارات فيراري، التي يمكن وصفها بأنها سيارات سباق مخصصة للطرق آنذاك، والتي لنفس السبب كان التركيز الأهم فيها على الأداء والميكانيكا، ومع ذلك كانت سيارات فيراري التي امتلكها فيروتشيو تعاني من خلل ميكانيكي على حد رأيه، وهو الخبير في صناعة الجرارات والمهوس بخوض سباقات السيارات، كان لا بد أن يأخذ موقف من تلك العيوب في سيارات فيراري.
يحكى أن فيروتشيو لامبورجيني ذهب بنفسه إلى إنزو فيراري المالك والمبتكر الأول لسيارات فيراري وشرح له ملاحظاته عن بعض الأشياء التي تنقص سيارات فيراري، غير أن غرور إنزو فيراري منعه من الاستماع إلى فيروتشيو أحد أكبر المعجبين بسيارات فيراري، وقيل أن إنزو وصل به الحد إلى نعت فيروتشيو بالجاهل في صناعة السيارات، وأنه لا يفقه سوى صناعة الجرارات، مؤكدا أنه في غنى عن أخذ نصيحة من مجرد صانع جرارات.
فيروتشيو كان مستاء وقرر مع عماله في صناعة الجرارات، تعديل واحدة من سيارات فيراري 250 GT حتى صارت بحالة أفضل من حالتها وهي أصلية من المصنع فيراري. وهذا النجاح عزز ثقة فيروتشيو لامبورجيني بنفسه حتى قرر تحويل عمله إلى صناعة السيارات، ولم يتوقف الأمر هنا حيث قام فيروتشيو بتجنيد نخبة المصنعين الإيطاليين، بما فيهم المهندس السابق في فيراري جيوتو بازيريني الذي كُلف بمشروع تطوير محرك V12 قابل لأن يوضع بسيارة قانونية على الطرق العامة، لا محرك مجنون لسيارة سباق.
ما قام به جيوتو بازيريني هو بناء محرك V12 بقوة مجنونة لا يصلح قانونيا إلا لسيارة سباق، يتم 11,000 لفة في الدقيقة فيخرج قوة مجنونة آنذاك: 400 حصان. وأراد بازيريني أن يزيد من قوة المحرك، لكن فيروتشيو ذهب في الاتجاه الآخر، فقام بخفض قوة المحرك من أجل استخدامه في سيارة للطرق.. هذا المحرك استمر استخدام نسخ محدثة منه حتى 2010 م. وبهذا المحرك ولدت أول سيارة لامبورجيني في 1964 م، وكان اسمها لامبورجيني 350 GT، لاحظ نفس اسم سيارة فيراري 250 GT التي عدلها لامبورجيني، لكن بزيادة 100 على الرقم، كأنه يقول سيارة فيراري + 100. يا للحكمة!
وقد لاقت أول لامبورجيني استحسانا من الصحافة، وحصلت على تحديث بعد عام واحد بترقيتها إلى لامبورجيني 400 GT، وهكذا سطر فيروتشيو لامبورجيني اسمه في صناعة السيارات الرياضية. ولم يتوقف الأمر هنا، بل قام بابتكار قطاع جديد.
نتذكر معا موقف تطوير المحرك V12، إذ أراد فيروتشيو لامبورجيني بداية أن يصنع سيارات للطرق العامة، وليس سيارات سباق مثل التي تتخصص فيها فيراري، ومع ذلك كان مصممي لامبورجيني في السر يعملون على تصميم سيارة سباق لم يسبق لها مثل، هذه الفكرة العبقرية اقترحت على فيروتشيو أخيرا: سيارة سباق بمحرك V12 موجود في الوسط ونظام دفع خلفي ووزن خفيف. وقد وافق على إنتاجها فيروتشيو والنتيجة كانت لامبورجيني ميورا بعينها.
لامبورجيني ميورا أصبحت أسرع سيارة في العالم في أول إصدار لها. وأصبحت من أكثر السيارات تأثيرا في صناعة السيارات على الإطلاق، حيث تأتي بالمحرك العملاق خلف قمرة السائق، ومن ثم كانت أول سيارة تقدم التصميم الحديث لسيارات السوبر كار، بل يمكن أن نقول أن جميع سيارات السوبر كار تستخدم بعض أسس تصميم لامبورجيني ميورا حتى وقت قريب.
تخيل أن تُنعت بأنك فاشل في مجال السيارات من قبل رئيس شركة متخصصة في صناعة سيارات سباق، ثم تقوم بإنشاء شركة متخصصة في صناعة سيارات رياضية للطرق العامة، وبعد ذلك تقوم بابتكار قطاع جديد في صناعة سيارات السوبر كار بسيارة هي الأسرع في العالم استمر تأثيرها في الصناعة إلى اليوم. هذه قصة نشأة لامبورجيني التي تستحق عنوان: الانتقام المثالي من فيراري.
إلى اليوم استمرت لامبورجيني في صناعة سيارات سوبر كار مبهرة تتحدى سيارات فيراري.
شاهد قصة نشأة لامبورجيني: الانتقام المثالي من فيراري في الحلقة الثالثة من ألغاز وأسرار عالم السيارات من خلال النقر على الصورة الرئيسية أعلاه أو على الرابط أدناه.
كاتب محتوى متمرس في الكتابة عن السيارات عاشق للسيارا منذ الطفولة وكنت محظوظ بكون مهنتي متعلقة بها