كاديلاك كان لديها الفضل في تقديم الكثير من الابتكارات في صناعة السيارات على مر التاريخ ومن سيارات الشركة المثيرة كانت كاديلاك الدورادو بروجهام المصنعة يدويا لتكون بمثابة إعلان من الشركة عن ارتباط اسمها بالفخامة والجودة، ومن خلال السطور التالية نحاول التعرف على أبرز ما ميز كاديلاك الدورادو بروجهام ثم نتطرق إلى سعرها الذي وقف بخسارة على العلامة الأمريكية.
جمعت كاديلاك في تصميم كاديلاك الدورادو بروجهام بعض المزايا من السيارات التي تستعرضها في معرض موتوراما للسيارات، بما في ذلك الزجاج الأمامي البانورامي والأبواب الجانبية بلا أعمدة بتصميم الفتح العكسي المعروف أيضا باسم الأبواب الانتحارية، وتميزت بسقف من الفولاذ المقاوم للصدأ لامع وأملس. وقد تم تثبيت الأبواب على عمود مركزي قصير مما ساهم في جعل مساحة الأرجل في المقاعد الخلفية رحبة. وحتى تتصور حجم السيارة فإنها تماثل حجم كاديلاك اسكاليد بقاعدة العجلات الطويلة اليوم، وقد توفرت السيارة بقائمة طويلة من ألوان الطلاء الخارجي المتاحة، وهي ميزة عرفت عن كاديلاك منذ أيامها الأولى، حتى قيل أن لها الفضل الأكبر تاريخيا في إتاحة السيارات قابلة للتخصيص حسب طلب العملاء اليوم.
عند الحديث عن راحة الجلوس في داخلية كاديلاك الدورادو بروجهام لن يتوقف الأمر على مجرد مساحة الجلوس، فقد تم تصميم هيكل السيارة من نوع X-Frame لكي يلائم أول نظام تعليق هوائي متكيف ذاتيا في الصناعة تزامنا مع أول نظام تعليق خلفي رباعي الوصلات، وبمساهمة جنوط عجلات من الألمنيوم ومركز لف السيارة المرتفع ومركز ثقل منخفض وقاعدة عجلات قصيرة نسبيا ومداس عجلات 61 بوصة وإطارات مخصصة، جعل من قيادة السيارة ممتعة مع قابلية تحكم واستجابة عالية وكانت مريحة لجميع الركاب بشكل كبير بالنسبة للحقبة التي تنتمي إليها.
وقد شملت تجهيزات كاديلاك الدورادو بروجهام ميزات مبهرة بالنسبة لتلك الحقبة التاريخية، فقد شملت التوجيه الكهربائي ومكابح ونوافذ وأبواب وأقفال ومقاعد أمامية كهربائية مبرمجة بالوضعية المثالية، إضافة إلى وجود مكيف هواء، وكان يمكن التحكم في فتح وغلق وقفل صندوق الأمتعة الخلفي من عناصر تحكم في صندوق القفازات، كما قد منعت أزرار الباب الخلفي القير من نقل الحركة إلى وضعية القيادة عندما تكون الأبواب مفتوحة، ومن ثم كانت الأبواب الخلفية تغلق تلقائيا عند القيادة.
وجاءت نسخ السيارة مع طاقم رفاهية يتضمن 4 أكواب مشروبات معدنية وصينية مغناطيسية في صندوق القفازات وحامل مناديل ومحفظة سجائر، إلى جانب حقيبة صغيرة من ماركة إيفانز تضمنت مشط ومرآة ومحفظة سجائر وأحمر شفاه ومسحوق تجميل ومحفظة عملات معدنية. وفي الجزء الخلفي تضمنت المقصورة دفتر ملاحظات جلدي صغير مع قلم رصاص من ماركة كروس ومرآة أنيقة وعطر رذاذ بسعة 1 أونصة من نوع Arpège Extrait de Lanvin.
وقد جهزت الداخلية أيضا بأحد أوائل أجهزة الراديو التي تعمل بالترانزستور في السيارات على الإطلاق، وكان لهذا الراديو هوائي يقوم بتعديل نفسه تلقائيا، حيث عند تشغيل الراديو يرتفع تلقائيا إلى الارتفاع المطلوب لالتقاط الإشارة، ثم عند إطفاء الراديو ينخفض تلقائيا إلى الوضع العادي. وأبرز ما قد ميزه هو تجربة الصوت النقية لحفلات الغناء المذاعة عبر الراديو على محطات AM.
لم تصنع سوى 400 نسخة يدويا من كاديلاك الدورادو بروجهام لموديل 1957 وتبعها 304 نسخة لموديل 304 مع ترقيات طفيفة بين الطرازين، بخلاف ما طرأ على منظومة الحركة، فقد استُخدم نفس المحرك ثماني الأسطوانات المقترن مع ناقل الحركة الأوتوماتيكي Hydramatic رباعي السرعات، وبينما اعتمد موديل 57 على 4 براميل نسبة ضغط 10:1 لإخراج قوة 325 حصان فيما اعتمد موديل 58 على ثلاثة براميل ثنائية مع ضاغط 10.25:1 ليخرج قوة 335 حصان.
في هذه الحقبة كانت أسعار سيارات رولز رويس في حالة جديدة تبلغ 13 ألف دولار أمريكي، أما سيارة كاديلاك الدورادو بروجهام فقد بيعت بمقابل 13,000 أو 13,800 دولار أمريكي، ورغم أن السعر مرتفع بالنسبة للسيارات في السوق الأمريكي، كانت عملية تصنيع السيارة مكلفة لدرجة أن كاديلاك تخسر نحو 10 آلاف دولار أمريكي في كل الدورادو بروجهام تبيعها، لتؤكد أن إنتاج مثل هذه السيارة كان بمثابة تصريح من الشركة تريد أن تبين من خلاله روعة شعور امتلاك سيارة من كاديلاك وإن كان لم يعجب هذا بعض كبار المسؤولين في العلامة لكن سرهم أن باقي سيارات العلامة الأمريكية تبيع وتدر أرباحا جيدة.
كاتب محتوى متمرس في الكتابة عن السيارات عاشق للسيارا منذ الطفولة وكنت محظوظ بكون مهنتي متعلقة بها