مع استعداد بطولة أرينا كروس العالمية للانطلاق في أبوظبي، تتجه أنظار عشاق الموتوكروس حول العالم إلى الإمارات، في لحظة تاريخية تعكس تحولًا جذريًا في مشهد رياضات الطرق الوعرة في المنطقة. وهذه اللحظة لا تكتمل إلا بمشاركة نجمها الأبرز: محمد البلوشي.
بصفته بطل العالم في الموتوكروس، ومخضرم رالي داكار، ومؤسس أكاديمية MX، أمضى البلوشي أكثر من عقدين لا يقتصر فيها دوره على التنافس فحسب، بل على بناء وتطوير مستقبل هذه الرياضة في الشرق الأوسط. من دروب الصحراء الإماراتية في الطفولة إلى رفع علم الدولة في أكبر المحافل الدولية، شكّلت مسيرته قصة شغف وإرادة وتفانٍ على عجلتين.
في هذه المقابلة الحصرية مع موتور 283، يشارك البلوشي رؤيته حول أهمية بطولة أرينا كروس للإمارات والمنطقة، ويروي كيف أصبحت رياضة الموتوكروس انعكاسًا لروح الوطن، وما الذي ينتظر الجيل الجديد من المتسابقين.
موتور 283: محمد، أنت بطل عالمي في الموتوكروس، ومشارك دائم في رالي داكار، واسم يتكرر في كل محادثة عن هذه الرياضة. كيف تُعرّف شغفك برياضة الموتوكروس؟
محمد البلوشي: لم تكن رياضة الموتوكروس بالنسبة لي مجرد رياضة، بل كانت دائمًا جزءًا من هويتي. نشأت في الإمارات وسط الصحراء الواسعة، وأصبح الركوب على الدراجة أمرًا فطريًا. منذ صغري، تأثرت بأيقونات وطنية مثل محمد بن سليم. صحيح أن مساره كان مع السيارات ومساري مع الدراجات، لكن هدفنا المشترك كان دائمًا تمثيل الإمارات بفخر.
بعد 25 عامًا من ممارسة هذه الرياضة، لا يزال الشغف يزداد. لقد منحتني الموتوكروس هدفًا وانضباطًا، ومنصة رفعت من خلالها علم بلادي عاليًا على الساحة العالمية.
موتور 283: الموتوكروس رياضة تنمو باستمرار في منطقتنا، وهناك اهتمام عالمي متزايد بالشرق الأوسط والإمارات. ما سبب ذلك في رأيك؟
محمد البلوشي: منطقتنا، خصوصًا الإمارات، تتميز بتضاريس صحراوية فريدة تُعد مثالية لرياضات الطرق الوعرة، ما يجعلها أرضًا خصبة للموتوكروس. لكن الأمر لا يقتصر على الجغرافيا؛ بل هناك ثقافة عميقة في حب السيارات والدراجات، نحن عشاق محركات بالفطرة.
ومع توافر منصات جديدة واستثمارات ورؤية بعيدة المدى، نشهد اليوم تحوّلًا يرفع هذه الرياضة إلى مستوى عالمي، ويجذب أنظار العالم نحو منطقتنا.
موتور 283: حدثنا عن بطولة أرينا كروس القادمة. لماذا تُعد هذه المحطة مهمة في تاريخ الرياضة محليًا وإقليميًا؟
محمد البلوشي: وصول بطولة أرينا كروس إلى أبوظبي يُعتبر لحظة تاريخية بكل معنى الكلمة. ولأول مرة، سنشاهد أفضل المتسابقين في هذا النمط من المنافسات يتسابقون على أرضنا.
صحيح أننا استضفنا من قبل فعاليات سوبركروس وسباقات طرق وعرة، لكن أرينا كروس ترتقي بالمستوى من حيث العرض والاحترافية والتنافس. الحدث يجذب انتباهًا عالميًا، ويعرّف جماهير جديدة على هذه الرياضة، ويفتح الأبواب أمام المواهب المحلية لتتألق. بالنسبة لي، أشعر أن هذه اللحظة تمثل تتويجًا لسنوات من العمل، وبداية لمرحلة أعظم.
موتور 283: البطولة ليست مجرد عرض مدهش، بل هي فرصة للجيل الجديد. ما الذي يجعل أرينا كروس مهمة لهؤلاء المتسابقين الصاعدين؟
محمد البلوشي: أرينا كروس تمنح الأمل والهدف للجيل الجديد. إنها تُظهر لهم طريقًا واضحًا، وتجعل الحلم ممكنًا. لسنوات، اعتمدت رياضتنا على الشغف فقط، وكان النضوج داخلها صعبًا دون هيكل رسمي أو منافسات حقيقية.
الآن، تغيّر المشهد. أرينا كروس توفر بيئة احترافية وآمنة للتطور، وتمنح الشباب فرصة مشاهدة نخبة الرياضيين عن قرب. هذه اللحظات يمكن أن تغيّر حياة شاب، وتُعطيه رسالة واضحة: هذه ليست مجرد هواية، بل مسار مهني حقيقي له مستقبل.
موتور 283: ماذا يعني لك أن ترى الإمارات، والشرق الأوسط عمومًا، تستضيف حدثًا عالميًا بهذا الحجم؟
محمد البلوشي: شعور بالفخر لا يوصف. تابعت تطور رياضة الموتوكروس في الإمارات على مدى عقود، من سباقات غير رسمية في الصحراء إلى بطولات دولية معترف بها. واليوم، أرى بلادي ليست مجرد مستضيفة، بل شريكة أساسية في رسم مستقبل الرياضة عالميًا.
كإماراتي كرّس حياته لهذه الرياضة، أن أكون جزءًا من هذا التطور يُشعرني بالتواضع والامتنان، ويزيد من إصراري على المساهمة أكثر.
موتور 283: كيف تعكس رياضة الموتوكروس – وأرينا كروس تحديدًا – روح الطموح والمجازفة في الإمارات؟ ولماذا تبدو هذه الرياضة وكأنها تنتمي لهذه البيئة؟
محمد البلوشي: روح الموتوكروس تقوم على تجاوز الحدود. تحتاج إلى شجاعة، طموح، وتصميم لا يتوقف، وهي نفس الصفات التي تُجسد هوية الإمارات.
هذه الدولة بُنيت على رؤى جريئة وتنفيذ لا يعرف الخوف، تمامًا كما يفعل المتسابق في كل سباق. لذلك، تبدو رياضتنا وكأنها نابعة من هذه الأرض. هناك انسجام بين طبيعة رياضة الموتوكروس وطبيعة شعب الإمارات؛ كلاهما يحب التحدي ويؤمن بالمستحيل.
موتور 283: وفي الختام، ما هو دورك في هذا الحدث الكبير؟ وكيف ترى مستقبل الموتوكروس في الإمارات؟ وما رسالتك للجيل الجديد من المتسابقين؟
محمد البلوشي: أعتبر نفسي جسرًا يربط بين الماضي والمستقبل، وبين المواهب المحلية والمنصات العالمية. من خلال عملي في MX Academy أو عبر دعم المبادرات خلف الكواليس، أهدف دائمًا إلى تطوير هذه الرياضة ومن ينتمي إليها.
رسالتي للجيل الجديد: المستقبل أمامكم مشرق. ما نراه اليوم هو مجرد بداية. القواعد الأساسية وُضعت، والأضواء مسلطة عليكم، وحان وقتكم. العالم يراقب، وعليكم أن تكونوا مستعدين لتأخذوا أماكنكم على المنصة.