يتردد اسم لامبورجيني في أذهان الملايين عند ذكر السيارات السوبر رياضية الحصرية، إذ قدمت مجموعة من أشرس وأغلى الطرازات على مدار ما يتخطى نصف قرن مثلت إحدى أبرز الاختيارات للباحثين عن الأداء الرياضي المميز والمخيف في بعض الأحيان مع أعلى مستويات الحرفية والتطور الهندسي، وقد تأسست أوتوموبيلي لامبورجيني في 1963 لكن قد لا يعلم الكثيرون ما حدث بالكواليس قبل ظهورها للعالم.
بدأ فيروتشيو لامبورجيني، مؤسس علامة السيارات الإيطالية الشهيرة، مشواره بعد الحرب العالمية الثانية في أواخر الأربعينيات حينما خرج من الحياة العسكرية وتولى إدارة نشاط عائلته التجاري الذي تمثل في صناعة الجرارات الزراعية وفي سنوات قليلة نجح في تطويره بشكل كبير حيث حقق أرباحاً جعلته واحد من رجال الأعمال المرموقين بإيطاليا خلال هذا الوقت وبحلول 1950 اشترى أول فيراري له وكانت من طراز 166 إنتر الحصري الذي أنتجت الشركة 38 نسخة منه فقط على مدار عامين.
مع مرور الوقت، تمكن لامبورجيني من اقتناء عدة سيارات رياضية وفارهة كانت بينها تشكيلة طرازات فيراري تناسب ظروف كل يوم أتت ضنمها سيارة 250 جي تي التي تعد من أغلى وأندر موديلات العلامة كما بدأ خوض سباقات السيارات ثم في 1963 واجه لحظةً فارقة في مشواره المهني.
كون لامبورجيني خبرة كبيرة عن طبيعة سيارات فيراري عبر اقتناءه لطرازات عديدة منها وفي 1963 اصطحب إحداهم وذهب إلى مارانيلو لمقابلة إنزو فيراري مؤسس شركة فيراري إس بي إيه، رأي لامبورجيني أن سيارات فيراري تعاني من مشكلة في الكلتش لذا عرض عليه شراكة من أجل تطوير وحدات ناقل الحركة والتغلب على تلك المشكلة بينما لاقى ذلك اعتراضاً شديداً من فيراري وكان رده أن يترك له صناعة السيارات الرياضية ويركز في جراراته ما أشعل غضباً كبيراً في نفس لامبورجيني ودفعه للانتقام.
في 1962 تولت لورا فيراري، زوجة إنزو فيراري، منصباً إدارياً بالشركة حيث تدخلت بمختلف جوانب تطوير السيارات من التصميم وتصنيع المحركات وغيرها أثار ذلك غضب خمسة من أهم مهندسي الشركة وقتها أتى بينهم كارلو تشيتي، رئيس القسم الهندسي، و جيوتو بيزاريني، مسؤول التطوير، ما تسبب في وقوع شجار كانت نتيجته اتخاذ إنزو فيراري قرار رفدهم من الشركة، اجتمع المهندسون الخمس بعدها لإنشاء شركتهم الخاصة إيه تي إس لتصنيع وتصميم السيارات، استغل فيروتشيو لامبورجيني هذه الفرصة إذ ذهب لمقابلتهم وإقناعهم ببناء سيارة تحقق أحلامهم وتجسد رؤية كما تمكنهم للانتقام من لامبورجيني ومنافسته وبعد ثلاثة أشهر من مواجهة فيروتشيو وإنزو خرجت أول لامبورجيني من خطوط الإنتاج وهي 350 جي تي التي تواجدت بجولة معرض تورين لنفس العام حيث تم بيع 13 نسخة منها وعلى مدار عامين باعت لامبورجيني أكثر من 120 سيارة 350 جي تي وتبع ذلك تقديم لامبورجيني ميورا عام 1965 التي قامت بتغيير معالم قطاع السيارات الرياضية حيث كانت ضمن الأوائل التي زودت محرك وسطي مستمد من الفورمولا 1 وأثبتت لفيراري قدرة لامبورجيني على التفوق.
ضربت العالم أزمة بترول ضخمة أودت بالسيارات ذات المحركات الضخمة ومنها طرازات العلامة الإيطالية ما أجبر فيروتشيو لامبورجيني للتخلي عن كل ما وصل إليه في عالمي السيارات والجرارات وقام ببيع الشركة حينها والتي تم تداولها عدة مرات حتى استحوذت عليها مجموعة فولكس فاجن وتمكنت من تحقيق نجاحات كبيرة بها حتى الآن حيث حققت الشركة أعلى مبيعات في تاريخها العام الماضي بإجمالي تسعة ألاف و233 سيارة ما ساعدها لرفع رأس مالها بقيمة اثنين مليار و380 مليون يورو.
نشات على حب المحركات وقررت تحويل شغفي لعملي الأساسي, أرى الشخصيات الحقيقية وراء السيارات واسعى لتقديم محتوى جاذب لمختلف محبيها