قد لا تكون لادا اسماً يرتبط بالرفاهية أو الجودة العالية، لكن هذا الطراز الفريد الذي نتحدث عنه اليوم يخرج تمامًا عن تلك الصورة النمطية. إنه نتاج تعاون غير متوقع بين عدة شركات سيارات، صنع في ألمانيا الغربية، ويمثل مزيجاً غريباً يجمع بين سيارة 2+2، وكشف، وبيك أب في هيكل أصغر من سوبارو BRZ.
السيارة من إنتاج شركة Bohse، وهي شركة صغيرة متخصصة في تصميم هياكل السيارات بألمانيا. استندت إلى طراز لادا سمارا المدمجة، وطورت منه نموذجًا يدعى سفاري لاندو Safari Landau. لكن المثير أن بورشه كانت قد تدخّلت مسبقًا في تطوير هذا الطراز، وساهمت في ضبط المحرك، ونظام الدفع، وحتى بعض عناصر التصميم العام.
قد يبدو الأمر غريبًا، لكن هذه السيارة على صلة نسب بالطرازات الفاخرة مثل مرسيدس E500 وأودي RS2 Avant التي ساهمت بورشه في تطويرها أيضًا. ووفقًا لمعرض AlphaCars الأمريكي الذي يعرض هذه النسخة للبيع: "النتيجة كانت سيارة متقدمة كثيرًا عن أي شيء كانت تنتجه لادا في ذلك الوقت".
النسخة المعروضة للبيع تُعد من أفضل النماذج المتبقية من هذا الطراز النادر، حيث لا تزال الطلاءات والملصقات الأصلية موجودة، ويحتفظ المقود بشعار Bohse، ولوحة العدادات لم تتشوه كما هو الحال في معظم سيارات تلك الحقبة.
عند تفحص التصميم العام، يتضح أن السيارة كانت مصممة لتفعل كل شيء. فالمقاعد الأمامية مزوّدة بلوح سقف قابل للإزالة، وخلفها يوجد سقف قماشي يمكن طيه بسهولة. أما الجزء الخلفي، فهو عبارة عن صندوق تحميل صغير لا يمكن الوثوق به لنقل حمولات ثقيلة، لكنه يخفي أسفله صندوق أمتعة عميق وكبير.
أما المقصورة الداخلية فهي بسيطة للغاية وتحتضن ثلاث دواسات وناقل حركة يدوي، مع مفاتيح وأزرار فعلية للتحكم في الوظائف الأخرى. حتى فرش المقاعد يبدو بحالة شبه مثالية، وهذا منطقي لأن السيارة قطعت 6,572 ميلاً فقط (نحو 10,600 كم) منذ إنتاجها.
المثير للاهتمام هو أن السيارة، رغم ندرتها، لا تعاني من ندرة في قطع الغيار. ذلك لأن إنتاج لادا سمارا لم يتوقف إلا مؤخرًا، مما يجعل كثيرًا من المكوّنات لا تزال متوفرة، ولو عبر الإنترنت فقط.
السيارة معروضة حاليًا بسعر 28,995 دولارًا أمريكيًا. قد يبدو هذا كثيرًا لسيارة قديمة ذات دفع أمامي من علامة مجهولة، لكن في عالم النوادر والسيارات الغريبة، مثل هذا السعر ليس بالأمر المستغرب.
هذه السيارة أشبه بتحفة فنية للجامعين، أكثر من كونها وسيلة مواصلات عملية. التعاون بين بورشه ولادا في الثمانينيات قد لا يكون مألوفًا، لكن النتيجة بلا شك فريدة ومثيرة للفضول. فنراها مناسبة لمن يبحث عن التميز و"قصة تُروى" خلف السيارة.