لطالما شقت النساء طريقهن في عالم سباقات السيارات بصعوبة، متحديين كل الأنماط والنظرات والتوقعات المجتمعية في مجال هيمن عليه الرجال لعقود من الزمن، ويأتي الصراع نحو التفوق أصعب في الشرق الأوسط بشكل خاص، ولكن ذلك لم يدفن أحلام الكثيرات في الجلوس خلف عجلة قيادة سيارات السباق على المضمار، ولا سيما فريق المتسابقات الفلسطينيات اللاتي أسمين أنفسهن "أخوات السرعة". في السطور القادمة نعرفكم عليهن في جولة سريعة وكيف كن ملهمات للعديد من الفتيات الطموحات اللاتي لا يقبلن إلا تحقيق أحلامهن مهما بدت مستحيلة.
في العام 2009 في فلسطين وبدعم من القنصلية البريطانية بالقدس بتوفير سيارة سباق، تأسس الفريق الرائد الذي نعرفه اليوم باسم "أخوات السرعة"، ومن سباقات الضفة الغربية للمحترفين وبتزين سيارتهن بأعلام الفلسطينة والبريطانية بدأت مسيرتهن الواعدة. ولكن أخوات السرعة كان لهن خبرة طويلة سابقًا في المنافسة ضد المتسابقين الرجال منذ العام 2005، ولكن سطع نجمهن أكثر في العام 2011 بعد أن أثبتن مهارتهن وثبتن أقدامهن كفريق سباقات لا يستهان به.
ويتكون فريق أخوات السرعة من ست فتيات أولهم قائدة الفريق، ميسون جيوسي من القدس، والتي دفعها شغفها بالقيادة للدخول إلى هذا عالم سباقات السيارات، ومنى علي من رام الله، والتي كانت إحدى أوائل المتسابقات الإناث في فلسطين، إلى جانب مرح زحالقة، والتي كانت بطلة في سباقات السيارات منذ كانت في عمر الـ 19 عام، كما يضم الفريق نور داود من القدس أيضًا، وأخيرا، بيتي سعادة وهي عضوة الفريق الوحيدة التي تنتمي إلى عائلة ثرية في بيت لحم، وأحدث أعضائهن سحر جوابرة التي ترتدي الحجاب الإسلامي.
هذا الفريق النسائي الذي تمكن من كسر النمط التقليدي وفكرة بأن سباقات السيارات ولفترة طويلة كانت حكر على الرجال فقط، أشعلن نار الحماسة في قلوب الفتيات للمثابرة واللحاق برغباتهن وأحلامهن في عالم قد يجدن فيه العديد من التحديات والصراعات.
وبسبب رحلتهن المليئة بالتحديات والمثابرة والإصرار والتميز، تم سرد قصة حياتهن في فيلم سطع على شاشات عرض مهرجان كان السينمائي العالمي باسم "Speed Sisters"، والذي تم تصويره في العام 2015، ليلقي الضوء على شجاعة فتيات فلسطينيات عربيات لم يقبلن الخضوع أو التنازل عن التفوق وحفر أسمائهم في تاريخ سباقات السيارات النسائية.