في عالم يشهد تحولات جذرية نحو الاستدامة والتقنيات الذكية، تبرز أسماء نسائية صنعت الفارق في صناعة السيارات، ومن أبرزهن باميلا فليتشر، التي استطاعت أن تترك بصمة واضحة كقائدة ومهندسة متميزة في أحد أكثر القطاعات التقنية تحديًا وتطورًا.
وقد بدأت فليتشر مسيرتها المهنية في شركة جنرال موتورز، حيث شغلت مناصب قيادية في مجالات الهندسة والتطوير، وبرزت بشكل خاص في مجالات الدفع الكهربائي والتقنيات المستقبلية. وكانت قد تخرجت باميلا من جامعة كنتاكي الأمريكية في تخصص الهندسة، ثم أكملت دراسات عليا في إدارة الأعمال، ما مكنها من الجمع بين الفهم العميق للهندسة والرؤية الاستراتيجية.
كانت فليتشر واحدة من أبرز العقول وراء توجه جنرال موتورز نحو السيارات الكهربائية، حيث قادت تطوير العديد من الطرازات الرائدة، مثل شيفروليه فولت وشيفروليه بولت. ولعبت دورًا محوريًا في رسم خارطة الطريق لتقنيات الدفع الكهربائي داخل الشركة، وساهمت في جعل جنرال موتورز من أوائل الشركات الكبرى التي تعلن التزامها بالتحول الكامل إلى السيارات عديمة الانبعاثات بحلول عام 2035.
وقد شغلت فليتشر منصب نائب الرئيس لنظم الدفع الكهربائي، ثم نائب الرئيس التنفيذي للابتكار في جنرال موتورز، ما جعلها أول امرأة في الشركة تتولى هذا المستوى من المسؤولية في مجال الابتكار والتقنيات المتقدمة. وتحت قيادتها، تطورت استراتيجية جنرال موتورز نحو مستقبل كهربائي أكثر جرأة، يتكامل فيه الأداء مع الاستدامة.
وفي عام 2022، انتقلت فليتشر إلى جي بي مورغان تشيس لتتولى قيادة الاستراتيجية المستدامة للطاقة والنقل، مؤكدة التزامها بتقاطع التقنيات المتقدمة مع المسؤولية البيئية. وفي أواخر 2023، انضمت إلى شركة لوسيد موتورز كمستشارة تنفيذية، حيث تساهم بخبرتها العميقة في دفع العلامة التجارية نحو الريادة في قطاع السيارات الكهربائية الفاخرة.
نالت باميلا فليتشر تقديرًا واسعًا في الأوساط الصناعية والتقنية، وتم تصنيفها ضمن قائمة أكثر النساء تأثيرًا في صناعة السيارات من قبل Automotive News عدة مرات. كما اعتُبرت واحدة من أبرز المساهمين في تعزيز التنوع والقيادة النسائية في المجالات التقنية والهندسية.
تتمتع فليتشر بقدرة فريدة على الربط بين الرؤية المستقبلية والتنفيذ العملي، حيث تؤمن بأن الابتكار ليس فقط في التقنية، بل في طريقة التفكير وبناء فرق العمل. وقد عُرفت بأسلوب قيادي يدعم التعاون، ويحفّز التفكير التصميمي وحل المشكلات بطريقة إبداعية.
هذا وتواصل باميلا فليتشر اليوم رسم ملامح مستقبل النقل المستدام، مدفوعة بشغفها للتقنية ورؤيتها لعالم أكثر نظافة وكفاءة. إن قصتها تُعد مصدر إلهام لكل من يسعى إلى التغيير في الصناعات التقليدية، وتؤكد أن القيادة التقنية النسائية ليست فقط ممكنة، بل ضرورية لمستقبل أكثر تنوعًا وابتكارًا.
باميلا فليتشر تمثل نموذجًا ملهمًا للقيادة النسائية في مجالات معقدة مثل صناعة السيارات، وهي من الشخصيات التي لا تكتفي بالتحليل أو الإدارة، بل تسهم فعليًا في بناء المستقبل. رؤيتها الكهربائية ومهاراتها القيادية تجعلها أحد أعمدة التحول الكبير نحو وسائل نقل أكثر استدامة وذكاءً.