بدأت شركات السيارات الخارقة، مثل لامبورجيني، فعليًا في التكيّف مع المتطلبات المتطورة للسلامة. ففي طراز ريفويلتو بقوة 1001 حصان، قامت الشركة بإزالة فتحات التهوية العدوانية في غطاء المحرك لأنها كانت تعيق قدرة الغطاء على الانضغاط بشكل آمن عند الاصطدام. حتى التفاصيل الدقيقة، مثل موضع الشعار، خضعت للتعديل؛ حيث تم رفع شعار لامبورجيني بمقدار 7 ملم ليتوافق مع المعايير الجديدة.

ومن بين التعديلات الأخرى، أُعيد تصميم الفتحات والمآخذ الهوائية الخارجية لتفادي احتمالية احتجاز رأس طفل في حالة وقوع تصادم. كما أصبح من الضروري الآن تحديد موضع الجناح الخلفي والناشر الهوائي بدقة، بحيث لا يتحولان إلى نقاط صلبة خطرة. هذه التغييرات، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تتطلب أبحاثًا مكثفة وعمليات تطوير باهظة التكلفة، وهو ما يُفسر ارتفاع أسعار هذه السيارات.

على الرغم من أن اللوائح الجديدة تفرض خطوطًا ناعمة وأشكالًا أكثر أمانًا، يرى كبار المصممين هذه القيود كفرص للابتكار، وليس كعوائق. ولا تزال شركات مثل فيراري، باغاني ولامبورجيني تحافظ على هويتها الفريدة، حتى ضمن هذه الأطر التنظيمية الجديدة. ويكمن السر في إدماج المصممين في المراحل الأولى من مناقشات الهندسة، وهو ما يسمح بتشكيل مكونات السيارة بحيث تلبي الجوانب الجمالية والوظيفية معًا.

ويؤكد مدير التصميم في جنرال موتورز أن اختيار المواد وتوزيع المكونات هما العنصران الرئيسيان للامتثال. من المصابيح الأمامية القابلة للانفصال، إلى إعادة التفكير في تصميم نظام التعليق، كل قرار يُتخذ يمكن أن يساهم في تقليل خطورة الإصابات دون التضحية بالتصميم الجريء. وحتى ضمن قيود ارتفاع غطاء المحرك ومناطق الامتصاص، لا يزال هناك متسعٌ للمسات الديناميكا الهوائية وأعمال التصميم اللافتة.

فلم تعد اللوائح تُعتبر عوائقًا، بل أصبحت أطرًا تنظيمية يتوجب أن يتألق فيها الإبداع الحقيقي في التصميم.

تُعد هذه المرحلة مفصلية في تاريخ تصميم السيارات، حيث يلتقي الإبداع بالمسؤولية. وتمكن المصممين من الابتكار ضمن القيود الصارمة يعكس نضج الصناعة، ويدفع نحو سيارات أكثر أمنًا دون التخلي عن الجمال والقوة البصرية.