أثار مقلب يوتيوب الشهير الذي نفذه مارك روبر جدلًا يتجاوز الترفيه، حيث أعاد تسليط الضوء على المخاوف الجدية المتعلقة بسلامة نظام القائد الآلي في تسلا. من خلال خدعة بصرية مستوحاة من الرسوم المتحركة، كشف الفيديو عن قيود حساسات تسلا، كما بدا أنه يدعم نتائج تحقيق الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة (NHTSA).
تتبنى تسلا نهجًا مختلفًا تمامًا في أنظمة القيادة المساعدة مقارنةً بمنافسيها. بينما تعتمد معظم الشركات على مزيج من الرادار، الليدار، والحساسات فوق الصوتية لضمان دقة واستمرارية الأداء، تركز تسلا بشكل أساسي على الكاميرات البصرية التي تحاكي رؤية الإنسان. لكن هذه الكاميرات تعاني من نفس نقاط الضعف البشرية مثل الضباب، المطر، الإضاءة المنخفضة، أو الأوساخ، وهي ظروف يمكن لأنظمة الرادار والليدار التعامل معها بكفاءة.
في الفيديو، قام روبر باستخدام خدعة بصرية كرتونية لخداع نظام الطيار الآلي في تسلا، حيث فشل تمامًا في التعرف على العقبة، بينما توقفت سيارة مزودة بالليدار في الوقت المناسب. هذا الخيار بالاعتماد على الكاميرات فقط، رغم كونه أكثر فعالية من حيث التكلفة، يكشف عن مقايضة خطيرة بين تقليل التكلفة والأداء الفعلي والسلامة.
إلى جانب نقاط الضعف التقنية، كشف الفيديو عن تفصيل أكثر إثارة للقلق: فيبدو أن القائد الآلي في تسلا يتوقف عن العمل قبل الاصطدام مباشرة. هذه الملاحظة تتماشى مع تقرير NHTSA الذي حلل 16 حادثًا اصطدمت فيها سيارات تسلا بمركبات طوارئ ثابتة. في هذه الحوادث، كان القائد الآلي نشطًا لكنه أوقف التحكم قبل أقل من ثانية من الاصطدام.
النقاد يشيرون إلى أن هذا السلوك قد يكون وسيلة لحماية تسلا من المساءلة القانونية، إذ يمكن الادعاء بأن السائق كان هو المتحكم وقت الحادث. ومع ذلك، دون إثبات نية واضحة، فمن المحتمل أن يكون هذا جزءًا من بروتوكول أمان مصمم لنقل السيطرة إلى السائق في اللحظات الحرجة، لكن تأخر الاستجابة يجعل من الصعب على السائق التصرف بفعالية.
تسوّق تسلا نظام القيادة الآلية كميزة مساعدة للسائق، وليس أتمتة كاملة، إلا أن علامتها التجارية غالباً ما تُضلّل المستخدمين وتُبالغ في تقدير قدراته. على الرغم من ذلك، تُشدّد تسلا على ضرورة بقاء السائقين في حالة تأهب وجاهزين لتولي القيادة في أي لحظة. وقد وجد تحقيق الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة لعام 2023 أن أنظمة تسلا لمراقبة انتباه السائق كانت غير كافية، مما اضطرهم لاستدعاءً للسيارات. وبينما تهدف التحديثات الأحدث إلى تحسين ذلك، فإن المشكلة المتكررة المتمثلة في عدم تفاعل السائق وغموض سلوك النظام لا تزال تُلقي بظلال من الشك على التزام العلامة التجارية بشفافية السلامة.
وبينما تستمر تسلا في الترويج لنظامها القائم على الرؤية، فإن الفيديو التجريبي لمارك روبر يعيد إثارة التساؤلات حول مدى أمان هذا النهج. فعدم وجود أنظمة استشعار بديلة يجعل السيارات أكثر عرضة للخطأ، وتوقف تفعيل القائد الآلي في اللحظات الأخيرة يثير مخاوف جديدة حول المسؤولية القانونية وسلامة المستخدمين. وفي النهاية، إذا كانت تسلا تريد الاحتفاظ بمكانتها الرائدة، فقد يكون من الضروري إعادة النظر في استراتيجيتها التقنية لتوفير نظام طيار آلي أكثر أمانًا وموثوقية.