هل تتذكر يومًا أنك واجهت مشكلة في مرآة الرؤية الخلفية التقليدية؟ على الأرجح لا، فهذه المرايا كانت بسيطة وموثوقة، وكانت تعمل دائمًا دون أعطال. ولكن التكنولوجيا الحديثة التي حلت محلها، وهي كاميرات الرجوع الخلفي، أصبحت تمثل كابوسًا حقيقيًا منذ أن أصبحت إلزامية في الولايات المتحدة بدءًا من ربيع 2018.
حيث تعاني هذه الكاميرات من مشكلات متعددة مثل عدم نقل الصورة بشكل صحيح إلى شاشة الكونسول، أو ظهور الصورة بشكل متقطع أو ضبابي، أو الأسوأ من ذلك تأخير في عرض الصورة مما يعطي السائق انطباعًا خاطئًا عما خلفه. والمقلق أن هذه المشاكل تحدث بشكل متزايد.
بحسب الإحصائيات، تم الإعلان عن 181 حالة استدعاء لشركات السيارات بسبب مشكلات كاميرات الرجوع منذ 2018، شملت أكثر من 12.3 مليون سيارة حول العالم. الغالبية العظمى من هذه المشكلات ليست بسبب أعطال في الأجهزة، بل بسبب أخطاء في البرمجيات.
وعام 2025 يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الاستدعاءات، حيث تم إصدار 30 استدعاءً خلال أقل من 6 أشهر، شملت 2.8 مليون مركبة، متجاوزة أعداد 2023 و2024 بشكل كبير. آخر هذه الاستدعاءات شملت 80,000 من سيارات نيسان فرونتير وكيكس من موديلات 2025، بالإضافة إلى 171,000 من سيارات فولكس فاجن أطلس وأطلس كروس سبورتس المصنعة بين 2024 و2025.
وتتصدر شركة فورد القائمة بأكبر عدد استدعاءات، حيث أعلنت عن استدعاء مليون سيارة هذا الأسبوع، وبشكل عام أصدرت 35 استدعاءً شملت 4.6 مليون مركبة منذ 2018. تليها شركة ستيلانتس (FCA) بـ 20 استدعاءً و1.7 مليون سيارة، ثم نيسان بـ 9 استدعاءات و1.6 مليون سيارة، وهوندا بـ 7 استدعاءات و1.3 مليون سيارة.
لكن شركات كبرى مثل جنرال موتورز وتويوتا أثبتت أنه من الممكن إنتاج ملايين السيارات مع تقنيات كاميرات رجوع أكثر موثوقية، إذ أعلنت جنرال موتورز عن 3 استدعاءات شملت 106,000 سيارة فقط، في حين أعلنت تويوتا 5 استدعاءات شملت 95,000 سيارة.
هذه الملاحظات مهمة لأن الاعتماد على كاميرات الرجوع سيزداد مع انتشار التصاميم الحديثة التي تحجب الرؤية الخلفية التقليدية، كما هو الحال في سيارات بولستار 4 وجاكوار الكهربائية القادمة.
وتوضح هذه الأرقام أن شركات السيارات تواجه تحديًا حقيقيًا في تحقيق الاعتمادية التكنولوجية في أنظمة السلامة الأساسية مثل كاميرات الرجوع. وجود أخطاء برمجية بكثرة يشير إلى أن التحول السريع للتقنيات الجديدة قد يكون على حساب الجودة والموثوقية. لذا من الضروري على الصناعة أن توازن بين الابتكار والاعتمادية، خاصة مع تزايد الاعتماد على هذه الأنظمة في المستقبل.