مبدئياً يجب العلم أن زيوت الجير انقسمت لنوعيات مختلفة بعضها موجه للسيارات ذات ناقل الحركة اليدوي والأخر مصمم لناقل الحركة الأوتوماتيكي، بينما يستخدم الأول في بعض موديلات السيارات القديمة، أما تلك الحديثة فيصلح لأغلبها زيت قير الأوتوماتيك حتى وإن كانت تعمل عبر ناقل حركة يدوي.

تختلف الزيوت المعدنية المخصصة لقير المانيوال في عدة خصائص في مقدمتها درجة اللزوجة التي ترتفع بشكل أكبر عن تلك الموجودة في الزيوت التخليقية الحديثة، كما تختلف التركيبة الأساسية للزيت حيث يعتمد على النفط الخام وإعادة تشكيل الهيدروكربونات للتوائم مع مواصفات السيارات المختلفة، بينما يكون أكثر عرضة للأكسدة والتأثر مع تغيير الحرارة.

أما عن زيوت القير الحديثة التخليقية فيتم إنتاجها عبر تفاعلات كيميائية داخل المعمل ويهيئها ذلك لتحمل الحرارة بشكل أكبر ما يخفض احتمالية انخفاض لزوجتها ويزيد من عمرها الافتراضي.

يختلف مظهر زيت القير التخليقي عن الزيوت الأخرى مثل زيت المحرك حيث يأتي بلون أحمر أو بنفسجي أو أزرق  حسب الشركة المصنعة ولزوجة أقل بشكل ملحوظ.

قد تحذرك سيارتك عبر عدة علامات عند الحاجة لتغيير زيت القير أو انخفاض مستواه وفي مقدمتها ظهور علامة الترس باللون

الأصفر في لوحة العدادات.

تتضمن أسباب ظهور علامة التحذير ارتفاع حرارة الجير لانخفاض مستواه وغياب التبريد المطلوب، ما يمثل خطراً كبيراً على سلامة أجزاء ناقل الحركة الداخلية.

يمكن أيضاً أن يلاحظ المستخدم عدم تحرك السيارة تلقائياً عند اختيار ترس القيادة D ما يشير لانخفاض مستوى زيت القير وعدم وجود الضغط الكافي لعمل ناقل الحركة بالشكل المطلوب.

يؤدي انخفاض مستوى زيت القير أيضاً لارتفاع عدد دورات المحرك وصوته أثناء التسارع لكن دون توفر القوة المطلوبة من المحرك وذلك لاختلال عملية نقل القوة والعزم للعجلات.

قد يصحب ذلك أيضاً بعض الأصوات الغريبة مع تبديل السرعات والإحساس بثقل ناقل الحركة وصعوبة اختيار التروس.

وفي بعض الحالات يمكن أن تظهر رائحة احتراق غير مألوفة لمستخدم السيارة، ينصح في هذه الحالة التوجه لمركز متخصص للكشف على مستوى زيت القير، إذا تلاحظ تغير لونه لدرجة غامقة مائلة للبني أو الأسود يتوجب تغييره لأنه بذلك قد فقد خواصه وقدرته لتأدية وظيفته بالشكل المطلوب.

نأتي إلى السؤال الأهم متى يجب تغيير زيت القير؟ بشكل عام تختلف شروط تغيير زيت القير الأوتوماتيكي عن المانيوال أو العادي ، وفيما يلي تفصيل لكليهما:

يتطلب ناقل الحركة العادي أو اليدوي تغيير الزيت بعد السفر بين 80 و 100 ألف كم ، حسب حالة السيارة. أما في حالو تم استخدام السيارة بكثافة وقيادتها داخل المدن المزدحمة، فإن الأفضل تغيير زيت القير كل 50 ألف كم كمتوسط عام.

أما السيارات التي تعمل بناقل حركة أوتوماتيكي فالامر يعتمد على المسافة المقطوعة وكذلك طبيعة الطرق، وبشكل عام يوصى بتغيير زيت القير بعد قطع مسافة من 50 إلى 80 ألف كيلومتر على زيت ناقل الحركة الأوتوماتيكي ، لأن السيارات ذات القير الأوتوماتيكي تنتج حرارة أعلى بالداخل مما يؤدي إلى إنتاج المزيد من الكربون وفقدان الزيت لخصائصه ولزوجته بشكل أسرع.

يجدر الإشارة إلى أنه هناك معتقد خاطئ بأن تغيير زيت القير يتم بعد 200 ألف كم، حيث أن هذا الامر سيكلفك الكثير من عمر القير الإفتراضي.

في حال ملاحظة أمر غير طبيعي في حركة السيارة واستجابة ناقل الحركة للأوامر التي تقدمها له، أو بعد قطعك مسافة معينة في القيادة على نفس زيت القير، فإنك تعرض مركبتك إلى واحدٍ من هذه الأضرار:

تآكل تروس الجير وتلف القير بالكامل

ضعف عزم السيارة

ضعف لزوجة زيت القير وبالتالي صدور أصوات غريبة عند تغيير أوضاع القير

تسرب الزيت أسفل علبة التروس

ولأصحاب السيارات بشكل عام والمبتدئين في عالم السيارات بشكل خاص، يجب أن تدرم أن لزيت القير عدة وظائف أهمها تبريد ناقل الحركة إذ يتعرض لدرجات هائلة من الحرارة نتيجة لاتصاله مباشرةً مع المحرك وعمله على توصيل القوة والعزم الناتج من عملية الاحتراق التي تحدث داخله.

تتكون أغلب أنواع القير من عدة تروس معدنية تعمل جنباً إلى جنب ويتواجد زيت القير من أجل التشحيم وتخفيض الاحتكاك بينها وتجنب حدوث أي كسر أو تضرر لأجزائه الداخلية ما يوفر الظرف المناسب لتبديل السرعات بشكل سلس وناعم.

يأتي ذلك بالإضافة لدوره الأساسي في تشغيل القير الأوتوماتيكي حيث يوفر الضغط الهيدروليكي اللازم لعمل أجزائه الداخلية.