يمثل القير أو ناقل الحركة العمود الفقري لمنظومة الحركة بسيارتك فببساطة هو الرابط بين المحرك والمكونات الأخرى مثل الديفرنس ونظام التعليق التي توصل الطاقة المطلوبة للعجلات، لذا تتحكم جودته وحالته بشكل مباشر في أداء السيارة وطريقة تجاوبها، فيمكن أن تتمتع السيارة بمحرك قوى يوفر الأداء بشكل نشيط بينما يتسبب ناقل حركة بطئ التجاوب في تخفيض أدائها وزيادة زمن تسارعها، وعلى صعيد القيادة العادية يمكن أن يؤثر ناقل الحركة على تجربتك أيضاً خاصةً الأوتوماتيكي منه عندما لا يوفر السلاسة المطلوبة أثناء الحركة، ومع مرور الوقت قد تحتاج لتوضيب قير سيارتك بسبب تعرض أجزائه لقدر كبير من الضغط والأتربة، في السطور التالية نعرفك بخطوات هذه العملية والسلوكيات الواجب عليك تجنبها من أجل الحفاظ على الجير لأطول فترة ممكنة.
قد تستغرق عملية توضيب القير وقتاً طويلاً مقارنةً ببقية عمليات الصيانة الدورية حيث تتضمن خطوات عديدة للتأكد من الوصول لأدق الأجزاء.
المعاينة المبدئية، عند التوجه لأحد مراكز المتخصصة تبدأ العملية بالمعاينة بشكل نظري من أسفل السيارة دون فك أجزاء ناقل الجير ويتم تقدير حالته والصيانات التي سيحتاجها بشكل تقريبي مع أخذ الشكوي التي أتيت بها في عين الاعتبار والتوجه للكشف على الأجزاء المحتمل أن تكون السبب ورائها.
يتم بعدها إنزال ناقل الحركة عبر إزالة الأكس الأمامي وقواعد المحرك للوصول إليه حيث يتم فك جميع أجزائه وصولاً لأدق القطع المعدنية وتقدير الحالة، يتم دراسة حالة مختلف الأعمدة والجوانات للتعرف على القطع التي ستحتاج للتغيير والأخرى التي ستحتاج للتنظيف فقط وما إذا كان هناك تأكل بأي من طبقات الحماية وهنا يتم إخطارك بمختلف خطوات الصيانة والأجزاء التي سيتوجب تغييرها والتكلفة النهائية.
تبدأ عملية توضيب القير بتنظيف مختلف الجوانات والأعمدة من الأتربة وأثار الزيوت وتغيير الأجزاء التالفة أو إصلاحها إن تواجدت الإمكانية، فهيئة بعض البراغي وغيرها من القطع المعدنية تتغير بالتعرض للحرارة والاحتكاك الشديد لذا يتم إعادتها للحالة الأصلية بناء على التصميم الهندسي لقير سيارتك، وقد يتم اختبار بعض الأجزاء بشكل منفرد للتأكد من عملها بالشكل السليم.
بعض عمليات توضيب القير قد لا تحتاج لترك سيارتك في مركز الصيانة أكثر من يوم خاصةً إذا كانت تعمل بقير يدوي، تتطلب بعض أجزاء هذا النوع من نواقل الحركة لصيانة دورية بين فترات أقل من القير الأوتوماتيكي، وعلى رأسها اسطوانة الكلتش التي يمكن أن تحتاج بعض الاهتمام بعد قطع مسافة 200 ألف كم، يمكن إخراجها في بعض الظروف وإصلاحها لاستعادة هيئتها الأصلية وعند وصولها لمرحلة متقدمة من التأكل بسبب الاحتكاك يمكن أن تحتاج للتغيير.
من أهم خطوات توضيب القير التي يقوم بها بعض المتخصصين هو استخدام طبقة للحماية من الرمال والأتربة لأجزاء القير الخارجية، وفي النهاية يتم إعادة تعبئة الزيت الجديد للقير في حالة احتياج الأمر لذلك.
يمكن أيضاً طلب اختبار ناقل الحركة أثناء توقف السيارة لتقييم مستوى الاهتزازات والضوضاء بالسيارة، قبل الخروج لاختبار السيارة على الطريق، حيث يتوجب تجربة السيارة بعض الإصلاح لمسافات طويلة للتأكد من عمل الأجزاء المختلفة بالفاعلية المطلوبة والتأكد من عدم وجود أي تسريب للسوائل ومع تقييم مستوى الحرارة المنبعثة أثناء العمل.
توضيب القير من الصيانات الطبيعية التي تتطلبها سيارتك بعد قطع مسافات طويلة ولكن هناك بعض السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تصل به لمرحلة التلف التي تحتاج لتغيير أجزاء كبيرة عالية التكلفة أو استبداله بوحدة جديدة تماما، من أبرز هذه السلوكيات التبديل بين التروس قبل التوقف التام إذا كانت سيارتك تعمل بجير أوتوماتيك، فهذا يضع حملاً أكبر بنسبة كبيرة على القطع المعدنية وكذلك وضع أية أوزان على العصا الخاصة به مثل سند اليد عليه أو وضع كيس بلاستيكي حولها، أو ترك السيارة على وضعية P دون رفع فرامل اليد، ففي هذا الوضع نسبة كبيرة من وزن السيارة محمل على ناقل الحركة مع عدم الوصل للتوقف التام خاصةً إذا لم تكن السيارة متواجدة بسطح مستوي.
وفي السيارات ذات القير اليدوي قد يستعمل البعض الكلتش بصورة مفرطة دون داعي مثل استخدامها لتخفيض سرعة السيارة كبديل أو مساعد للفرامل، أو للتعشيق بالتوازي مع الضغط على دواسة البنزين في المناطق المزدحمة، جميع هذه الممارسات تضع حملاً زائداً وعلى الكلتش وتزيد من الاحتكاك بين أجزائه المعدنية وقد ينتهي الأمر بإتلافه وحاجته للتغيير.
نشات على حب المحركات وقررت تحويل شغفي لعملي الأساسي, أرى الشخصيات الحقيقية وراء السيارات واسعى لتقديم محتوى جاذب لمختلف محبيها