لعدة سنوات، كان مالكو السيارات يلتزمون بقاعدة تغيير الزيت كل 3,000 ميل، معتقدين أنها ضرورية للحفاظ على عمر المحرك. ولكن مع تطور تكنولوجيا السيارات والزيوت، تغيرت هذه القاعدة. أصبحت الزيوت التخليقية الحديثة والتطورات الهندسية في المحركات تسمح بفترات أطول بكثير بين تغييرات الزيت. المفتاح هو الاعتماد على دليل المالك الخاص بسيارتك والانتباه إلى إشعارات الصيانة المدمجة، بدلاً من اتباع النصائح القديمة. بعض السيارات اليوم توصي بفترات تصل إلى 20,000 كيلومتر، مما يجعل تغييرات الزيت المتكررة شيئًا من الماضي لكثير من السائقين.
تجاوز الفاصل الزمني الموصى به لتغيير الزيت ليس دائمًا فكرة جيدة، إلا إذا كانت سيارتك مصممة لذلك. إذا أضاءت إشارة تحذير الزيت في لوحة القيادة، فلا تتجاهلها؛ إذ إن حساسات السيارة قادرة على اكتشاف تدهور جودة الزيت بدقة أكثر من التخمين البشري.
في بعض الحالات، قد يكون تغيير الزيت بناءً على الوقت بدلاً من المسافة ضروريًا. إذا كنت لا تقود سيارتك كثيرًا، واقترح الميكانيكي تغيير الزيت كل ستة أشهر، ولكن بالكاد تسير السيارة على الطرق، فقد يكون الانتظار لمدة عام كامل مقبولًا، حسب توصيات الشركة المصنعة.
تدوم المحركات الحديثة التي تعمل بزيوت تخليقية أو شبه تخليقية عادةً ما بين 8,000 إلى 12,000 كيلومتر قبل الحاجة إلى تغيير الزيت، بل إن بعض السيارات يمكنها الاستمرار لفترة أطول. ومع ذلك، إذا كانت السيارة لا تزال تستخدم زيتًا تقليديًا، فمن الأفضل عدم تجاوز الحدود الموصى بها. القاعدة الأساسية بسيطة: ثق في أنظمة مراقبة الزيت في السيارات الحديثة، والتزم بجدول الصيانة الذي تحدده الشركة المصنعة، بدلاً من اتباع القواعد القديمة.
هل يمكن للسيارة أن تقطع مسافات طويلة دون تغيير الزيت؟ في بعض الحالات نعم، ولكن الأمر يعتمد تمامًا على نوع السيارة ونوع الزيت المستخدم. بعض الشركات الأوروبية، مثل مرسيدس-بنز، تصمم محركاتها لتحمل فترات تغيير تصل إلى 30,000 كيلومتر أو عامين بين تغييرات الزيت. هذه السيارات عادةً تحتوي على أوعية زيت أكبر وتتطلب زيوت تخليقية عالية الجودة مصنوعة بإضافات طويلة الأمد.
ومع ذلك، فإن الزيت يتدهور بسرعة أكبر في المناطق التي يُسمح فيها باستخدام زيوت منخفضة الجودة، مثل الولايات المتحدة، حتى لو لم تكن السيارة قيد الاستخدام. لهذا السبب، توصي معظم الشركات المصنعة بإجراء تغيير زيت سنوي على الأقل لمنع تآكل المحرك وتراكم الرواسب.
بالنسبة للسائقين الذين يتبعون توصيات الشركة المصنعة ويستخدمون الزيت المناسب، فإن السير 15,000 كيلومتر بين تغييرات الزيت آمن تمامًا في كثير من الأحيان. ولكن إذا كان المحرك يتعرض بانتظام لظروف قيادة قاسية، مثل الأحمال الثقيلة أو درجات الحرارة القصوى، فقد يؤدي التأخير المفرط في تغيير الزيت إلى تآكل غير ضروري.
غيرت تكنولوجيا الزيوت الحديثة القواعد القديمة، لكن تجاهل تغيير الزيت لفترات طويلة لا يزال يحمل مخاطر. ما هو الحل الأفضل؟ اتبع التعليمات التي صُممت سيارتك وفقًا لها، وعند الشك، دع إشارات التحذير في لوحة القيادة تقود قرارك!