أحد أغرب المشاريع التي تابعناها مؤخراً يسعى لإزالة الحواجز بين السباقات على أرض الواقع والسباقات الوهمية بأجهزة الواقع الافتراضي.. هذه الخدمة الجديدة أُطلق عليها اسم "الواقع البعيد"، والهدف منها أن تقود سيارة حقيقية في مضمار سباقات حقيقي، ولكن عوضاً عن حضورك داخل السيارة بنفسك ستكون بعيداً عنها بآلاف الكيلومترات في غرفتك الخاصة، ومرتدياً خوذتك وأدوات التحكم في السيارة عن بعد.
قد لا تبدو الفكرة مفهومة للوقت الحالي، وهذا أمر طبيعي إذ أن الفكرة جديدة تماماً وتشمل جوانب متعددة يتم التجهيز لها حالياً، وأبرزها تصنيع 11 سيارة سباق حقيقية بالتعاون بين شركة Avicar صاحبة المشروع، وشركة الأمريكية المتكفلة بتصميم وإنتاج السيارات.
لحجم الدقيق لهذه السيارات غير معروف حالياً، ولكن نعلم أنها ستكون مزودة بمحركات كهربائية بسرعة قصوى تتجاوز 160 كم\س، ولن تحصل السيارة على أي مقاعد أو نوافذ أو أبواب، لأن قيادتها ستكون عن بعد عبر تقنية "الواقع البعيد"؛ قد تظن أن الفكرة مشابهة للتحكم في سيارات الألعاب المصغرة عبر موجات الراديو، ولكن الأمر ليس بهذه البساطة على ما يبدو، إذ تنوي شركة Avicar استخدام عدد كبير من كاميرات البث المباشر على السيارة لنقل البيانات عبر واي فاي عالي السرعة، أو تقنية الـ 5G، أو الاتصال بالأقمار الصناعية، لخوذة "السائق"، وترى Avicar أن سرعات الاتصال تحسنت بشكل هائل في الأعوام الأخيرة لإزالة مخاوف التأخر في الاستجابة أو التعثر في نقل فيديو المضمار للسائق البعيد.
الغرض من كل هذا أن يتنافس الجميع عبر قيادة سيارات السباق من أي مكان في العالم، والاستمتاع بتجربة مقاربة جداً للسباق على أرض الواقع، مع توظيف تقنيات "الاستجابة الحسية الفورية" لمنح السائق شعور القيادة الفعلية على المضمار، وشعور اهتزاز السيارة وما إلى ذلك، ولكن لم توضح الشركة تفاصيل هذا الجانب، ولم توضح Avicar ما قد يحدث في حالة انقطاع الاتصال بالسيارة لأي سبب، كما لم تذكر الحلبات التي قد يتم استخدامها لهذا النوع من السباقات التجارية، ونرى أن الفكرة طموحة جداً، ربما بشكل غير واقعي، ومليئة بالتفاصيل المعقدة التي قد تعرضها بسهولة للفشل، ولكن نتطلع لمتابعة التطورات في هذا المجال.
كاتب محتوى سيارات منذ أكثر من 5 أعوام مهتم بأحدث الأخبار وتقنيات السيارات في الاسواق العربية والعالمية