في عالم يسير بخطى سريعة نحو المستقبل، حيث التكنولوجيا والابتكارات الحديثة تأخذ الصدارة، تظل الأماكن المنسية تحمل بين طياتها قصصًا وذكرياتًا لا تُنسى. مضامير السباق المهجورة هي شاهد على تاريخ عريق من المنافسات الشرسة، الإنجازات الباهرة، واللحظات التي لا تُمحى من ذاكرة محبي السيارات والسباقات. تعتبر هذه المضامير القديمة، التي كانت يومًا ما مسارح للأداء والتحدي، الآن كنوزًا مخفية تنتظر من يكتشفها ويعيد إلى الأذهان قصصها المنسية. من خلال استكشافها عبر Google Earth، نتيح الفرصة لإحياء هذه الذكريات والإبحار في رحلة عبر الزمن، لنكتشف الجمال والإثارة التي كانت تتمتع بها هذه المضامير، ونقدر الأثر الذي تركته في عالم السباقات.
Speedworld Raceway، الواقع شمال فينيكس بأريزونا، يمثل قصة تحول مذهلة من مركز لسباقات السحب والدراجات النارية إلى موقع يسوده الهدوء. بدأت رحلته في الستينيات كمضمار لسباقات السحب وتوسعت لتشمل أنواعًا متعددة من السباقات، مؤكدة على تنوعها وغناها الثقافي في عالم السباقات. الإغلاق في 2013 لم يمح الإثارة والتحديات التي شهدها المضمار، بل تحول إلى مساحة لذكريات لا تُنسى، حيث يستمر نادي الطائرات اللاسلكية المحلي في استخدام جزء منه، موفرًا بذلك حياة جديدة لهذا المكان الأيقوني.
Bee Line Dragway، بقاياه المنسية بالقرب من Fountain Hills، أريزونا، يعكس العصر الذهبي لسباقات السحب في الستينيات والسبعينيات. موقعه المميز جنوب الطريق السريع 87 يحكي قصة تراث رياضي غني، حيث كان يومًا ما محطة رئيسية للمحترفين في هذا المجال. إغلاقه في 1982 لم ينه قيمته التاريخية، بل جعله رمزًا للأيام الخوالي التي لا تزال تستحضر الحنين إلى عالم السباقات.
Amatol Raceway في نيوجيرسي، بمساره البالغ طوله 1.5 ميل الذي بُني في 1926 وأغلق بعد عامين فقط، يقدم لمحة عن فترة تاريخية حيث كانت سباقات السيارات في بداياتها. السباقات التي استضافها، بما في ذلك سباقات الـ500 ميل، تُظهر الشغف والتحدي في تلك الأيام. على الرغم من أنه تم هدمه في 1933، إلا أن أطلاله تذكرنا بعظمة الماضي وتشير إلى كيف كانت هذه الأماكن مراكز للإثارة والتحدي.
Cornhusker Dragway، الواقع في أوماها، نبراسكا، يحمل ذكريات عميقة من فترة قصيرة لكن مؤثرة في تاريخ سباقات السحب. من 1969 حتى إغلاقه في 1973، كان هذا المضمار مركزًا للمنافسة الشرسة والإثارة، جاذبًا المتسابقين والمشجعين على حد سواء للمشاركة في الأحداث الحماسية. على الرغم من أن العمليات التجارية والصناعية قد استولت على أرضه، إلا أن بقايا المضمار وطريق العودة لا تزال مرئية، شاهدة على الأيام التي كان فيها الحماس وصوت المحركات يملأ الجو. هذه البقايا ليست مجرد أطلال؛ بل هي رموز لفترة مهمة في تاريخ سباقات السحب، تذكيرًا بأن الشغف بالسرعة والتنافس كان دائمًا جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الرياضية.