تدفع شركة رينو حدود الكفاءة إلى مستويات غير مسبوقة من خلال اختباريتها الجديدة "فيلانتي ريكورد 2025". فقد صُممت هذه السيارة الكهربائية ذات المقعد الواحد خصيصًا لتخطي حدود أداء المركبات الكهربائية، حيث تمزج بين الديناميكا الهوائية المتطورة، واستخدام المواد الخفيفة المبتكرة، ونظام الدفع المحسَّن بشكل كبير. وعلى الرغم من مظهرها الذي يشبه ما نراه في أفلام الخيال العلمي، إلا أن "فيلانتي ريكورد 2025" متأصلة جذورها في تاريخ رينو العريق، مستلهمة من سياراتها الأسطورية التي حطمت الأرقام القياسية في الماضي.
رغم أن "فيلانتي ريكورد 2025" تبدو وكأنها تنتمي إلى المستقبل البعيد، فإنها في الواقع تُعد تكريمًا لثلاث سيارات تاريخية من رينو سجلت أرقامًا قياسية في السرعة. فتستلهم مصابيحها الدائرية اللافتة للنظر تصميمها من سيارة "40 CV des Records" التي سيطرت على سباقات التحمل في عشرينيات القرن الماضي. كما تعكس العجلات البارزة لمسة من روح سيارة "Nervasport des Records" لعام 1934، تلك الوحش الانسيابي التي كسرت الأرقام في زمانها. فيما تُشير أقواس العجلات المنحنية إلى سيارة "Etoile Filante" لعام 1956، التي كانت بمثابة صاروخ مدفوع بتوربينات الغاز على عجلات.
يجمع هذا المزيج بين التراث والتكنولوجيا الحديثة لتقديم مركبة لا تكرم فقط ماضي رينو، بل تعيد أيضًا تعريف ما هو ممكن في مستقبل الأداء الكهربائي الذي يركز على الكفاءة.
على الرغم من حجمها اللافت الذي يبلغ 5.12 مترًا من الطول، إلا أن "فيلاانتي ريكورد 2025" تزن 1,000 كيلوجرام فقط. يعود هذا الوزن المنخفض المذهل إلى الهندسة الدقيقة التي اعتمدتها رينو واستخدامها للمواد المتقدمة. حيث تم بناء الهيكل من مزيج فريد من سبائك الألمنيوم والكربون والفولاذ، فيما يتيح الألمنيوم المطبوع بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد ذات القوة العالية توزيعًا مثاليًا للوزن. وقد استعان المهندسون ببرمجيات المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحديد الأماكن التي يمكن فيها تقليل المواد دون التأثير على سلامة الهيكل.
ورغم وجود حزمة بطارية بسعة 87 كيلوواط ساعة تزن وحدها 600 كيلوجرام، تظل "فيلانتي ريكورد 2025" خفيفة الوزن بشكل مذهل. فقد اتخذت رينو تدابير إضافية لتخفيف الوزن، حيث تم دمج خلايا البطارية مباشرة داخل الحزمة دون استخدام وحدات وسيطة. هذا النهج، إلى جانب استخدام غلاف من ألياف الكربون، يضمن انسجام البطارية مع الجسم الانسيابي للغاية للسيارة دون أي زيادة غير ضرورية في الحجم.
صممت رينو كل سطح من أسطح "فيلاانتي ريكورد 2025" لتعظيم الديناميكا الهوائية وتقليل استهلاك الطاقة إلى الحد الأدنى. فعرضها الذي يبلغ 1.71 متر فقط وارتفاعها البالغ 1.19 متر يجعلان من هيكلها الأنيق عامل تقليل للمقاومة الهوائية إلى أدنى مستوى ممكن، مما يسمح لها بالانزلاق في الهواء بكفاءة استثنائية.
وكان تركيزها الأساسي منصبًا على الإطارات، التي يمكن أن تؤثر على مدى السيارة الكهربائي بنسبة تصل إلى 20%. وللتغلب على فقدان الطاقة، طورت رينو إطارات مخصصة بحجم 19 بوصة من شركة ميشلان تعمل على تحسين مقاومة الدوران وكفاءة منطقة التلامس. هذا، إلى جانب التصميم الفائق الخفة للمركبة، من المتوقع أن يمكّن "فيلانتي ريكورد 2025" من تجاوز مستويات الكفاءة حتى لأحدث الاختباريات الكهربائية.
وللمقارنة، حققت سيارة "Vision EQXX" التابعة لمرسيدس 13.5 كيلومتر لكل كيلوواط ساعة، مما وضع معيارًا في كفاءة السيارات الكهربائية. ومع ذلك، فإن التركيز الشديد الذي توليه رينو للديناميكا الهوائية وتخفيف الوزن يشير إلى أن "فيلانتي ريكورد 2025" قد تتجاوز هذا الرقم بسهولة، مما يرسخ مكانتها كواحدة من أكثر السيارات الكهربائية كفاءة في استهلاك الطاقة على الإطلاق.
ومع استعداد رينو لاختبار "فيلانتي ريكورد 2025" في النصف الأول من العام، ترتفع التوقعات نحو قفزة ثورية في كفاءة أداء السيارات الكهربائية.