بأناقةٍ تجمع بين الحنين إلى الماضي ورؤية المستقبل، كشفت مرسيدس بنز عن أحدث مفاهيمها المستقبلية تحت اسم Vision Iconic، سيارة كوبيه ثنائية الأبواب تبدو وكأنها خرجت مباشرة من حقبة الثلاثينيات، لتعيد تعريف الفخامة الكلاسيكية في ثوب تكنولوجي متطور.
هذه التحفة تُظهر أن مرسيدس لا تزال تمتلك القدرة على المزج بين الإرث والتجديد، لتقدم ما يُشبه “نحتًا متحركًا” يجمع بين التصميم الفني والتقنيات الذكية.
تستوحي فيجين أيقونيك ملامحها من الحقبة الذهبية لتصميم السيارات في ثلاثينيات القرن العشرين، لكن بأسلوب حديث يعتمد على لغة تصميمية جديدة أطلق عليها المصمم غوردن فاغنر اسم “النحت المتحرك”.
واجهة السيارة تتألق بشبك أمامي مضاء بالكامل يُعرف باسم “Iconic Grille”، مستوحى من طرازات كلاسيكية مثل W108 وW111 و600 بولمان، إلى جانب شعار مرسيدس الكلاسيكي على غطاء المحرك ومصابيح أمامية حادة الطابع.
الهيكل الطويل والمنخفض يستلهم تصميمه من اختباريات سابقة مثل فيجين-مايباخ 6، مع غطاء محرك ممتد وجوانب منحوتة بعناية، وسقف مائل ينتهي بخط انسيابي يوحي بسرعة حتى في وضع السكون.
أما الخلفية، فتستعيد تفاصيل من الأسطورة 300 SL Gullwing، مع لمسات مستقبلية في الإضاءة والانسيابية.
داخل المقصورة، استوحت مرسيدس التصميم من حركة الآرت ديكو الفنية التي ازدهرت في الثلاثينيات، لتقدم مزيجًا من الفخامة اليدوية والحداثة الرقمية.
تضم المقصورة مقعدًا طويلًا بلمسات مخملية زرقاء، مع أرضية مصنوعة من خشب القش الطبيعي بتقنيات الحرفية القديمة.
أما لوحة القيادة فتأخذ شكل منطاد “زيبلين” شفاف، تتوسطها أربعة عدادات كلاسيكية، أحدها يعمل كمساعد ذكي يعتمد على الذكاء الاصطناعي. حتى عجلة القيادة ذات الأربعة أذرع جاءت بتصميم دائري فريد يُعيدنا لعصر الساعات الكرونومترية الفاخرة.
ولإكمال التجربة، عرضت مرسيدس مجموعة من الملابس الفاخرة للرجال والنساء مستوحاة من ألوان المقصورة، الأزرق الداكن مع لمسات ذهبية وفضية، لتجعل من فيجين أيقونيك قطعة فنية متكاملة تتجاوز مفهوم السيارة.
رغم تصميمها الكلاسيكي، إلا أن فيجين أيقونيك هي سيارة من المستقبل بكل معنى الكلمة. وتعتمد على نظام القيادة الذاتية من المستوى الرابع (Level 4) مدعوم بتقنية الحوسبة العصبية Neuromorphic Computing، والتي تحاكي آلية عمل الدماغ البشري، وتوفر كفاءة طاقة أعلى بنسبة 90٪ مقارنة بالأنظمة الحالية.
كما تضم نظام Steer-by-Wire للتحكم الإلكتروني الكامل بالتوجيه، إلى جانب توجيه خلفي متطور يعزز الثبات والمرونة.
ورغم عدم كشف مرسيدس عن تفاصيل المحرك الكهربائي بالكامل، إلا أن السيارة تتميز بطلاء شمسي متطور يغطي الهيكل بالكامل، قادر على توليد ما يصل إلى 12,000 كم سنويًا من الطاقة الشمسية، مما يجعلها مثالًا للفخامة المستدامة.
هذا وتشير التقارير إلى أن مرسيدس قد تكون تمهد الطريق لعودة الكوبيه الفاخرة ضمن فئة إس كلاس أو مايباخ مستقبلاً. وقد سجلت الشركة بالفعل علامات تجارية لطرازين جديدين ببابين، ما يجعل فيجين أيقونيك أكثر من مجرد “نموذج عرض”، بل مؤشر على مستقبل التصميم الفاخر في مرسيدس.