في عالم السيارات، نادرًا ما نجد مشروعًا يجمع بين الحلم الأمريكي والهندسة الإيطالية، لكن مشروع GM Pegasus كان استثناءً أسطوريًا. إنها قصة سيارة بونتياك Firebird بمحرك فيراري V12 حقيقي، صُنعت في السبعينيات بسرية تامة، لتصبح لاحقًا واحدة من أكثر سيارات جنرال موتورز غموضًا وإبداعًا على الإطلاق.
في أوائل السبعينيات، أراد مهندسو جنرال موتورز استكشاف أسلوب جديد يدمج بين الجمال الأوروبي والقوة الأمريكية. وكانت بونتياك فايربيرد في جيلها الثاني تتمتع بخطوط تصميم تذكّر بسيارات فيراري 250 GT، ولكن رئيس التصميم الأسطوري بيل ميتشل قرر المضي أبعد من ذلك.
طلب من فريقه إنشاء نسخة حصرية أُطلق عليها اسم بيجاسوس مزودة بمحرك V12 مستعار من فيراري 365 GTB/4 دايتونا.
لكن تركيب هذا المحرك لم يكن مهمة سهلة؛ إذ اضطر المهندسون إلى تغيير موقع الجدار الناري (Firewall) بمقدار 230 ملم، لتوفير المساحة الكافية للمحرك العملاق. والنتيجة كانت سيارة أمريكية المظهر، إيطالية الصوت والأداء، تجسد مزيجًا نادرًا من الفخامة والجنون الميكانيكي.
لم يكن مشروع بيجاسوس مجرد تبديل محرك، بل إعادة صياغة كاملة للهوية. حيث حصلت السيارة على غطاء محرك مهوي بفتحة مركزية مميزة، وعجلات بوراني السلكية الأصلية من مورد فيراري الرسمي، إضافة إلى فرامل ديسك خلفية مأخوذة من كورفيت.
أما المقصورة الداخلية، فكانت مزيجًا مذهلًا من عالمين: عدادات فيراري الأصلية مدمجة بلوحة قيادة فايربيرد، ومقاعد جلدية فاخرة تحاكي طابع سيارات الجراند تورر الأوروبية.
حتى بعد سنوات، تركت بيجاسوس بصمتها على تصميم سيارات جنرال موتورز اللاحقة. فقد ألهمت النوافذ الخلفية الملتفة والمصابيح الغائرة تصميمات كمارو وفايربيرد الجديدة، وأصبح أسلوبها الانسيابي علامة مميزة في لغة التصميم الأمريكية.
كانت قيادة بيجاسوس تجربة تمزج بين الأصالة الأمريكية والعاطفة الإيطالية. فمحرك فيراري V12 كان صاخبًا ومفعمًا بالحيوية، قادرًا على الوصول لدورات عالية، في حين احتفظت السيارة بخصائص القيادة العضلية المعتادة مثل التوجيه الهيدروليكي والمحور الخلفي الصلب.
وقد وصفها أحد السائقين بأنها تشبه فيراري في الصوت، وبونتياك في الشخصية، حيث يمكنها الدوران بحرية في الترس الثالث بكل سهولة.
وبعد انتهاء مشروعها السري، احتفظ بها بيل ميتشل حتى تقاعده، واليوم تُعرض في مجموعة جنرال موتورز Heritage Collection كواحدة من أندر وأجرأ تجارب التصميم في تاريخ الشركة. لقد كانت بيجاسوس رسالة واضحة مفادها أن الإبداع الحقيقي يبدأ عندما يجرؤ المصممون على كسر القواعد.
مشروع جنرال موتورز بيجاسوس لم يكن مجرد سيارة، بل تجربة ثقافية جمعت بين عبقرية ديترويت وأناقة مارانيللو. في عالم السيارات الحديث، الذي تسيطر عليه التكنولوجيا والقيود البيئية، وتظل هذه التحفة تذكيرًا بما يمكن أن يحدث حين يُطلق للخيال العنان. إنها مثال خالد على شغف لا يعرف الحدود.