شهدت حلبة مرسى ياس في أبوظبي ختامًا استثنائيًا لموسم A2RL الثاني، حيث سطر فريق TUM إنجازًا جديدًا بالفوز في أول نهائي عالمي يضم ست سيارات سباق ذاتية القيادة بالكامل تتنافس وجهًا لوجه. وبعد مرور 18 شهرًا فقط على أول سباق تجريبي في 2024، أثبت الموسم الثاني أن التطور التكنولوجي في عالم الذكاء الاصطناعي والقيادة الذاتية يمكن أن يتحقق بخطوات هائلة خلال فترة قصيرة جدًا.
انطلقت فعاليات الختام عبر سباق الفضة (Silver Race) الذي ضم فرقًا لم تتأهل للنهائي: Code-19 – FRVIAV – TGM – Fly Eagle – Rapson
اتخذت الفرق تخطيطًا هجوميًا في سباق الزمن على المسار الشمالي لحلبة مرسى ياس، ونجح فريق TGM في تحقيق فوز مقنع بفضل ثبات خوارزميات القيادة وتناسق التحكم في السرعات عند المنعطفات.
هذا السباق كان بمثابة اختبار جاد لقدرة السيارات والبرمجيات على التعامل مع المسار قبل الدخول إلى التحديات الكبرى.
عاد الحدث الأكثر انتظارًا من العام الماضي: سباق الإنسان ضد الذكاء الاصطناعي. حيث واجه سائق الفورمولا 1 دانييل كفيات سيارة A2RL التابعة لفريق TUM.
ما الذي تغيّر عن 2024؟
بدأت المنافسة بإعطاء الذكاء الاصطناعي انطلاقة متقدمة بـ10 ثوانٍ. وبعد جولتي إحماء، بدأ كفيات مطاردة شرسة على مدى 10 لفّات.
اقترب مرارًا من السيارة الذاتية، واستمر الفارق بالتقلص، حتى انتهت المعركة المثيرة بفارق ضئيل جدًا لصالح الذكاء الإصطناعي.
هذا يؤكد أن الفجوة بين السائق البشري والذكاء الاصطناعي أصبحت أقرب من أي وقت مضى.
ضم النهائي فرق: Unimore – Kinetiz – TII Racing – PoliMOVE – Constructor – TUM
انطلقت السيارات في مشهد مذهل من هدير محركات SF23 Super Formula المعدلة للقيادة الذاتية.
بداية السباق شهدت تفوق TUM، لكن Unimore اقتنص الصدارة عبر مناورة احترافية عند سرعات تجاوزت 200 كم/س، قبل أن تحدث لحظة الدراما الكبرى:
الحادث المفاجئ:
بعد فترة العلم الأصفر، استعادت السيارات ترتيبها واستمر السباق. ورغم سباق مثير وحادث دوران من Kinetiz، نجحت TUM في عبور خط النهاية أولًا لتتوج بلقب أبطال A2RL لموسم 2025.
صرّح البروفيسور ماركوس لينكامب، مدير فريق TUM: “توقعنا أن يتفوق Unimore في اللفات الأولى بسبب أداء خوارزميات الإطارات الباردة، لكننا كنا نخطط لاستعادة الصدارة لاحقًا. مؤسف أن السباق لم يستمر حتى النهاية بيننا.”
أما ماركو بيرتوغنا من Unimore فقال: “سعداء بالأداء، حزينون على النتيجة. أظهرنا مستوى احترافيًا للغاية.”
من جانبه، أكد ستيفان تيمبانو، الرئيس التنفيذي لـ ASPIRE: “ما حدث الليلة هو ثمرة عمل كبير خلال 18 شهرًا. التقدم مذهل، والجمهور عاش تجربة سباق حقيقية.”
ومع نهاية الفعاليات، تعود الفرق محمّلة ببيانات ضخمة ستستخدمها لتطوير خوارزمياتها استعدادًا لموسم 2026، الذي يُتوقع أن يكون أكثر إثارة، أكثر ذكاءً، وربما أقرب لسباقات ذاتية كاملة دون تدخل بشري إطلاقًا.