قدمت شركة فيراري طلب براءة اختراع لمحرك احتراق داخلي يعمل بالهيدروجين، ملمحة إلى أن شركة صناعة السيارات تدرس ذلك كوسيلة لإبقاء محركات الاحتراق على قيد الحياة في المستقبل مع لوائح انبعاثات أكثر صرامة.
على عكس خلايا وقود الهيدروجين، التي تولد الكهرباء التي تستخدم بعد ذلك لتشغيل المحركات، فإن محركات احتراق الهيدروجين تحرق ببساطة الهيدروجين بدلاً من البنزين في عملية لا ينبعث منها ثاني أكسيد الكربون. وهي ليست فكرة جديدة، فقد قامت شركة بي إم دبليو ببناء سيارة من الفئة السابعة تعمل بالهيدروجين في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تعرب فيها فيراري علنًا عن اهتمامها بها، حيث ترى صانعة السيارات الإيطالية أن احتراق الهيدروجين هو وسيلة لتقليل الانبعاثات بشكل كبير.
تدعي فيراري في براءة الاختراع التي نشرها مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي (USPTO) في 29 فبراير الماضي، بعد أن قدمته فيراري في 2023، أن محرك الهيدروجين لن ينتج غازات دفيئة، ولكنه سينتج كميات قليلة من الملوثات الأخرى مثل أول أكسيد الكربون، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الانبعاثات الصادرة عن سياراتها.
إن الحد الأدنى من الانبعاثات لا يعني "صفر" انبعاثات، ومع ذلك، هناك بعض الآراء المقلقة بشأن البصمة الكربونية الإجمالية لإنتاج الهيدروجين. حيث صرح معهد روكي ماونتن غير الربحي في عام 2022 إنه في حين أن الهيدروجين المولد من خلال التحليل الكهربائي، مع الكهرباء من مصادر متجددة، له انبعاثات إجمالية منخفضة، فإن طرق الإنتاج الأخرى التي تستخدم الوقود الأحفوري قد تكون بنفس سوء الفحم.
كما أن الهيدروجين ليس كثيف الطاقة مثل البنزين، لذا فهو يتطلب حجمًا أكبر من التخزين على متن السيارة لتوفير نطاق مكافئ لسيارة تعمل بالبنزين. وتعترف فيراري في طلب براءة الاختراع بأن السيارة المزودة بمحرك احتراق الهيدروجين ستكون "أطول وأثقل (لنفس النطاق) من سيارة مماثلة مجهزة بمحرك احتراق داخلي يعمل بالبنزين".
وقد تؤدي أوقات التزود بالوقود السريعة إلى تخفيف أي عجز في النطاق، لكن سيارات الاحتراق الداخلي التي تحرق الهيدروجين ستواجه نفس مشكلات البنية التحتية التي تواجهها المركبات التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين. وكما يشير تقرير حديث لشركة InsideEVs، فقد أثبتت البنية التحتية المحدودة للهيدروجين أنها غير موثوقة، مما أحبط مالكي سيارة تويوتا ميراي التي تعمل بخلايا وقود الهيدروجين على سبيل المثال.
وجدير بالذكر أن تويوتا تستكشف أيضًا محركات احتراق الهيدروجين، وليس فقط من خلال تسجيل براءات الاختراع، فبالشراكة مع ياماها، قدمت الصانعة اليابانية سيارة سباق كورولا تعمل بالهيدروجين في عام 2021 وأظهرت محرك V8 يعمل بالهيدروجين استنادًا إلى المحرك المستخدم في لكزس RC F في عام 2022.
ومن غير الواضح ما إذا كانت فيراري ستفعل شيئًا مماثلاً فيما يتعلق باحتراق الهيدروجين. ولكن مع استثمار بورشه في الوقود الاصطناعي كوسيلة للحفاظ على محركات الاحتراق الداخلي أثناء معالجة المخاوف المتعلقة بتغير المناخ، فربما يكون الهيدروجين هو التكنولوجيا المفضلة لدى فيراري لتحقيق هذا الهدف.