بينما تمتلئ مزادات السيارات الكلاسيكية بالتحف النادرة، تظهر أحيانًا أسطورة تتجاوز كل المقاييس، وفي هذه الحالة: The Beast، الوحش الذي لا يشبه أي سيارة أخرى.
حيث تستمد هذه التحفة قوتها من محرك رولز رويس ميرلين V12 بسعة 27 لترًا، نفس المحرك الذي استخدم في مقاتلات الحرب العالمية الثانية مثل Supermarine Spitfire، لتجمع بين روح الطيران وقوة الطرق.
واليوم، وبعد عملية ترميم كاملة، تعود الوحش إلى الواجهة، استعدادًا لبيعها في مزاد بريطاني نادر، لتعيد إشعال شغف عشاق السيارات الكلاسيكية ومحبي السرعة الأسطورية.
وُلدت فكرة الوحش في السبعينيات على يد البريطاني جون دود، الذي قرر بناء سيارة فريدة تجمع بين الفخامة والقوة المفرطة.
جسم السيارة مصنوع من الألياف الزجاجية خفيفة الوزن، في حين تزين مقدمتها شبكة رولز رويس الأيقونية التي تضيف لمسة من الهيبة الكلاسيكية.
لكن المفاجأة الكبرى كانت في القلب الميكانيكي، وهو محرك Merlin V12 سعة 27 لترًا قادر على توليد أكثر من 750 حصانًا، ما جعل السيارة في عام 1973 تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأسرع سيارة في العالم بسرعة 295 كم/س.
لذلك، فإنها ليست مجرد سيارة، بل إعلان عن عبقرية هندسية ومخاطرة جريئة صنعت مجدها.
تُعرض رولز رويس الوحش الآن للبيع عبر دار Historics Auctioneers في المملكة المتحدة، بسعر افتتاحي يتجاوز 100,000 جنيه إسترليني. ورغم أن السعر يبدو مرتفعًا، إلا أنه يُعتبر صفقة مغرية لهواة اقتناء السيارات الأسطورية.
فالسيارة تمثل قطعة نادرة من التاريخ البريطاني، تجمع بين تصميم "شوتينغ بريك" العملي، والهيبة الملكية، والجنون الميكانيكي الذي لا يتكرر.
أما الطلاء المزدوج باللونين الفضي والأسود يمنحها مظهرًا صارمًا، بينما تضيف المقصورة الداخلية الفاخرة بطابعها الجلدي الأسود لمسة من الرقي. إنها سيارة لا تمر مرور الكرام، بل تُثير الفضول والإعجاب أينما وُجدت.
وتظل The Beast أكثر من مجرد سيارة، إنها شهادة على فترة كان فيها الإبداع بلا حدود.
فمن الصعب اليوم تخيّل سيارة بمحرك طائرة تسير على الطرق العامة، ولكنها فعلت ذلك فعلًا، لتصبح رمزًا للجنون المثير في عالم السيارات.
ومع اقتراب موعد المزاد، يترقب عشاق السيارات الكلاسيكية من جميع أنحاء العالم من سيكون المالك الجديد لهذا الوحش الذي أعاد تعريف مفهوم الأداء والجرأة.