من المؤكد أن سيارة تويوتا سوبرا لم تُصمَّم في الأصل لخوض غمار الراليات. فهي كوبيه رياضية منخفضة، ذات دفع خلفي، ومخصصة للمنعطفات السريعة واللفات الحادة على الحلبات. ومع ذلك، نجح فريق Team O'Neil Rally School في إثبات أن هناك مكانًا حقيقيًا للسيارات الرياضية على الطرق الحصوية، حيث اختبروا قدرة السوبرا المعدلة في بيئة لا تتناسب نظريًا مع طبيعتها.
السيارة التي خضعت للاختبار لم تكن قياسية بالكامل. إذ تم تعديلها بواسطة قناة Capitan Crankshaft على يوتيوب، لتشمل قفص حماية جزئي، إطارات مخصصة للراليات، ونظام تعليق طويل المدى في المقدمة. لكنها مع ذلك احتفظت بأساسها الميكانيكي: محرك 6 سلندر تيربو مستقيم من بي أم دبليو ونظام الدفع الخلفي الأصلي. والنتيجة؟ أداء استثنائي غير متوقع.
أثناء اختبار السيارة في مضمار الحصى الخاص بمدرسة Team O’Neil، أبدى المدرب الرئيسي وايت نوكس إعجابه الشديد بأداء السوبرا. ورغم أن نظام الفرامل فيها مصمم في الأساس للطرقات المعبدة، إلا أن السيارة أظهرت قدرة على الانزلاق والدوران تحت الضغط، مما يجعلها ممتعة وسهلة التحكم.
والمفاجأة الأبرز جاءت من ناقل الحركة الأوتوماتيكي ذي الثماني سرعات، حيث وصفه نوكس بأنه سريع الاستجابة وسهل الاستخدام، بل وفضّله على الناقل اليدوي في بيئة الرالي. وعلل ذلك بأن التركيز في الرالي يجب أن يكون على التوجيه ودواسات الوقود والمكابح، مما يجعل القيادة الأوتوماتيكية خيارًا عمليًا في هذه الظروف.
عندما دخلت سوبرا مضمار التوقيت الرسمي، تمكّنت من تسجيل زمن بلغ دقيقتين وتسع ثوانٍ، وهو رقم ليس بالسهل على سيارة غير مخصصة للراليات. وبالمقارنة مع أوقات الشتاء في نفس المضمار، احتلت المركز الثاني، متفوقة على سيارات مصممة للرالي مثل فورد فييستا وسوبارو WRX.
أما بالمقارنة مع أوقات الصيف، فكان الأداء أقل إثارة للإعجاب، حيث جاءت خلف حتى كيا سيدونا، ما يسلّط الضوء على أهمية ظروف الطريق في تقييم الأداء. ولهذا، يرى فريق الاختبار أن السبيل الوحيد للعدالة هو إعادة السيارة إلى المضمار في ظروف جوية أفضل، لمعرفة قدرتها الحقيقية على الطرق الحصوية.
تجربة تويوتا سوبرا على الطرق الحصوية تؤكد أن السيارات الرياضية ليست حكرًا على الحلبات. بالإعداد الصحيح والشغف بالمغامرة، يمكن تحويل أي سيارة إلى أداة ممتعة وقوية في بيئات غير تقليدية. تجربة تستحق المتابعة والتكرار!