تعج طرق دولة الإمارات العربية المتحدة بالسيارات الجديدة، وبالمقابل توجد سوق متخصصة للسيارات الكلاسيكية القديمة التي تحمل عبق مراحل متنوعة من التاريخ، سيارات تمنح سائقيها متعة التنزه في «سيتي ووك» في الأشهر الباردة من العام، أو القيادة المليئة بالمغامرات عبر الجبال، وربما المرور بمجموعة من السيارات الكلاسيكية والفريدة من نوعها أثناء الرحلة، مثل سيارات ميني الأصلية، وجاكوار إي الكلاسيكية، وبي إم دبليو إيسيتا الفريدة من نوعها، حيث يتباهى أصحابها بامتلاكها نظرا لما تمثله لهم من قيمة وشغف. ولكن هل عملية امتلاك سيارة كلاسيكية قديمة هي ذاتها عند امتلاك سيارة حديثة من نوع مرسيدس مثلاً، أم أن هناك عوامل معينة يتعين على عشاق السيارات الكلاسيكية في الإمارات أخذها بالاعتبار عند شراء مثل هذه السيارات وقيادتها والاحتفاظ بها وصيانتها؟
تتسم عملية اختيار سيارة جديدة بالسهولة والسلاسة وقد لا تتطلب سوى زيارة صالات العرض واختيار اللون والمواصفات المطلوبة، غير أن اختيار سيارة كلاسيكية يحتاج إلى دراسة وبحث أعمق لضمان أن يكون قرار الشراء صائباً واستثماراً جيداً مع وجود العديد من العوامل التي تؤثر في قيمة السيارة السوقية وتكلفة صيانتها والحفاظ على حالتها الجيدة.
وقد لا يولي المشتري الهاوي، الذين ينصب جُل اهتمامه على الاستمتاع بقيادة سيارة كلاسيكية، أهمية لمواضيع مثل عدد الأميال أو قِدم المركبة وتآكلها، في حين يتعين على الراغبين في امتلاك سيارة كلاسيكية بغرض الاستثمار للمستقبل توقع إنفاق المزيد من الأموال على طرازات قد تبدو في حالة جيدة أو على عمليات ترميم أولية، وكذلك على الصيانة المستمرة لضمان بقاء مركبتهم في حالة ممتازة، وهنا لا بد أن نتذكر أن تكلفة مثل هذه الصيانة قد تكون أعلى لمركبة كلاسيكية قديمة بالمقارنة مع السيارات الحديثة، نظرا لما تتطلبه الأولى من خبرات محددة وقطع غيار لا يمكن العثور عليها بسهولة.
وتلعب حالة السيارة (من حيث الصيانة، الأضرار، الجودة) وتاريخها (مثل عدد المالكين السابقين، الحوادث السابقة، سجلات الصيانة) دوراً أساسياً في تحديد قيمتها أو جودتها، إذ إن سجلات الخدمة والصيانة الأصلية الكاملة ستزيد دائماً من قيمة السيارة، إلى جانب احتوائها على الأجزاء الرئيسية الأصلية بالتأكيد، في حين أن التعديلات على المكونات الأصلية قد تقلل أحياناً من قيمتها، ويجب على المشتري أيضاً مراعاة مقدار الوقت والجهد الذي هو على استعداد لاستثماره في عمليات الترميم، وفي هذا السياق لا بد من الاستعانة بخبير في تقييم السيارات الكلاسيكية ليساعد في اكتشاف عيوب أو مشاكل في السيارة قد لا يلاحظها الشخص الذي ليس لديه خبرة في هذا المجال.
كما ينبغي على المشتري الذي يخطط لشراء سيارة كلاسيكية بغرض الاستثمار أن يأخذ بعين الاعتبار الندرة والطلب، إذ إن النماذج المحدودة الإصدار أو السيارات ذات الأهمية التاريخية غالباً ما ترتفع قيمتها مع الوقت، ولا بد من إجراء دراسة شاملة للمبيعات الحديثة والاتجاهات السعرية لضمان أن يكون المشتري على دراية تامة بالسوق قبل إتمام عملية الشراء.
يرى الكثيرون من عشاق السيارات الكلاسيكية متعة في امتلاك هذا النوع من السيارات وبالتالي الانضمام إلى نادٍ، سواء شخصياً أو عبر الإنترنت، يضم أشخاصاً يشاركونهم نفس الشغف، ما يتيح لهم التواصل والاستفادة من بعض الأفكار والنصائح والتوصيات والمشاركة في أنشطة وفعاليات ذات صلة والاستمتاع بالشغف المشترك بالمركبات القديمة.
وغالباً ما تستضيف مثل هذه الأندية فعاليات ممتعة مثل معارض السيارات الكلاسيكية والرحلات البحرية واللقاءات، ما يمنح أصحاب هذه السيارات الفرصة لتبادل الخبرات والتواصل الاجتماعي وعرض سياراتهم والإعجاب بنماذج بعضهم البعض. وفي معظم الأحيان تكون الخبرة الجماعية لأعضاء النادي القدامى مفيدة جداً لعشاق السيارات الجدد أو الأقل خبرة، ويمكن أن تسهم ورش العمل أو الندوات التي تنظمها الأندية في مساعدة الأعضاء على التعلم والارتقاء بمعارفهم حول السيارات الكلاسيكية. كما أن الشبكة الواسعة من الأعضاء لها أهميتها في تسهيل الحصول على بعض قطع الغيار التي يصعب العثور عليها أو تأمين أشخاص ذوي مهارات عالية في هذا المجال.
وقد يجد عشاق السيارات الكلاسيكية أن طراز سيارتهم لديه ناد خاص في دولة الإمارات، مثل "بورش" أو "بي إم دبليو"، في حين أن الأندية غير المرتبطة بنوع معين من السيارات مثل "نادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية"، التابع لنادي الإمارات للسيارات، مفتوحة لأصحاب جميع العلامات التجارية.
كما هو الحال مع العديد من العناصر الأخرى للسيارات الكلاسيكية بالمقارنة مع الطرازات الحديثة، يجب إيلاء العناية والاهتمام الدائمين بعمليتي الحفظ والصيانة، خاصة في ظل المناخ الحار والرطب للإمارات في كثير من الأحيان، وهذا ما يقوم به المرآب، الذي يتم التحكم في درجة حرارته، حيث يؤمن الحماية للسيارة من درجات الحرارة الشديدة والرطوبة العالية وأشعة الشمس، وكل ذلك يمكن أن يسبب الضرر للطلاء والمكونات الداخلية والميكانيكية للمركبة، وحتى مع استخدام هذا المرآب، لا بد من الاستعانة بغطاء سيارة مزود بفتحات للتهوية لحماية السيارة من الغبار والخدوش المحتملة.
ويجب إجراء فحص دوري على السيارة الكلاسيكية، سواء كنت تقودها بكثرة أم لا، لاكتشاف أي علامات اهتراء أو تآكل، مع إيلاء اهتمام خاص بالمكونات الأساسية مثل المحرك والفرامل ونظام التعليق. وعندما تستدعي الحاجة لإجراء بعض التصليحات، يجب إعطاء الأولوية لقطع الغيار الأصلية للحفاظ على أصالة السيارة وعبقها التاريخي، على أن يتم إجراء الإصلاحات والصيانة بواسطة ميكانيكيين متخصصين في السيارات الكلاسيكية، لديهم فهم وخبرة خاصة في التعامل مع المتطلبات والاحتياجات المميزة لهذا النوع من السيارات.
من غير المستغرب ألا يناسب التأمين العادي على المركبات السيارات الكلاسيكية، وهذا ما أشار إليه سامح حافظ، رئيس قسم العملاء الخاصيّن في شركة جي.آي.جي الخليج للتأمين، حين توجه بالنصح إلى أصحاب السيارات الكلاسيكية قائلاً: "تُحجم معظم شركات التأمين في دولة الإمارات عن تقديم تغطية تأمينية شاملة للسيارات التي يزيد عمرها على 10 سنوات، وبغض النظر عن ذلك، لن تكون التغطية العادية ذات جدوى مع السيارات الكلاسيكية، فهناك فرق واضح بين السيارة القديمة والسيارة الكلاسيكية، وهو التمييز الذي تحرص شركات التأمين المتخصصة على إجرائه دائماً. وبعبارة أوضح، من المرجح أن ترتفع قيمة السيارة الكلاسيكية، في حين أن سعر السيارة القديمة سيواصل الانخفاض."
ولفت حافظ إلى أن مثل هذه الشركات ستأخذ بعين الاعتبار القيمة السوقية الفعلية للمركبة عند التأمين، وتقوم بتوفير تغطية تأمينية دون تخفيض قيمة المركبة خلال مدة سريان وثيقة التأمين. كما أن شركة التأمين المتخصصة ستقدم تغطية تأمينية لعناصر أخرى تلبي المتطلبات الخاصة بالسيارات الكلاسيكية، مع تفهمها للحاجة إلى إصلاح السيارة وصيانتها في مراكز متخصصة أو لدى وكيل معتمد، بالإضافة إلى توفير تغطية تأمينية متعلقة بـ "الخسارة في القيمة" والتي تعد مهمة لتعويض المؤمن عليه في حالة فقدان السيارة الكلاسيكية لقيمتها بعد وقوع حادث ما.
موتور 283 هو موقع متخصص بأخر اخبار السيارات وصفحة الكاتب لموتور 283 هي عبارة عن اليبانات الصحفية وأهم المقالات المتعلقة باخبار السيارات
قدمت أودي، النابودة للسيارات مؤخراً تجربة قيادة حصرية لمجموعة مختارة من عملاء أودي الذين استمتعوا بمغامرة فريدة من نوعها تضمنت سيارة أودي TT الأيقونية. شارك في هذه الفعالية -التي عُقدت في 22 سبتمبر- عشاق السيارات الذين يشتركون في شغفهم بسيارة أودي TT؛ مما عزز الشعور بالانتماء لمجتمع واحد. انطلق المشاركون في رحلة على مسار شبه صحراوي مليء بالمناظر الخلابة في مغامرة جمعت بين حماس القيادة وأناقة ورقي أودي، وقد استمتعوا فيها بتجربة مشتركة لا تُنسى.
انضم إلينا في رحلة استكشافية مبهجة عبر الزمن حيث نحتفل بمرور نصف قرن على محركات بورشه الرياضية التوربينية الرائدة.
من القاعات المقدسة لمتحف بورشه في شتوتغارت إلى الطرق المفتوحة في ألمانيا، ننطلق في رحلة مثيرة لاستكشاف تطور مجموعة نقل الحركة الأيقونية هذه. ونعدكم في هذه الرحلة الحصرية بلقاء حميمي مع كل طراز بورشه مزود بمحرك تيربو، من أحدث العجائب التكنولوجية إلى الأيقونات الثمينة النادرة التي أشعلت أسطورة التيربو.
في سجلات تاريخ السيارات، لم تنجح سوى علامات تجارية قليلة في جذب محبة وولاء المتحمسين بقدر ما نجحت بي إم دبليو. فتشتهر العلامة الألمانية بتميزها الهندسي وتجربة القيادة الممتعة والتصميمات المبتكرة التي تقدمها، ولم تبدأ رحلة بي إم دبليو بالشبك الأمامي الكلوي الأيقوني الذي نعرفه اليوم، بل بدأت بداية متواضعة ولكنها مهمة. فكانت أول سيارة بي إم دبليو على الإطلاق، وهي بي إم دبليو 3/15، بمثابة انتقال العلامة التجارية من محركات الطائرات إلى السيارات، مما وضع حجر الأساس لإرث لا يزال مزدهرًا.
تأسست بي إم دبليو، والتي تأتي أحرفها أختصارًا لـ Bayerische Motoren Werke (Bavarian Motor Works)، في الأصل عام 1916 كشركة مصنعة لمحركات الطائرات. وبعد أن حظرت معاهدة فرساي بعد الحرب العالمية الأولى على ألمانيا إنتاج محركات الطائرات، اضطرت بي إم دبليو إلى تنويع عملياتها وخطوط إنتاجها. حيث بدأت الشركة في إنتاج محركات الدراجات النارية ثم الدراجات نارية بالكامل من المحرك وحتى الهيكل بكامل تفاصيله، واكتسبت سمعة طيبة في الهندسة عالية الجودة. ومع ذلك، لم تغامر بي إم دبليو بدخول قطاع السيارات إلا في أواخر عشرينيات القرن العشرين.