في عالم تعديل السيارات، هناك مشاريع ذكية، وأخرى جريئة، ثم هناك مشاريع تتجاوز كل ما هو منطقي. وهذا بالضبط ما يمثله هذا الإصدار الفريد من جيب رينيجيد المزود بمحرك هيمي V8. فسيارة لم تُصمم يومًا للأداء، تحولت بقرار فردي جريء إلى وحش بقوة تتجاوز 500 حصان، في استخدام مثالي لما يمكن تسميته "حرية الإرادة الميكانيكية".
جيب رينيجيد لم تحظى يومًا بسمعة قوية داخل عائلة جيب، بل كانت أصغر وأضعف طرازاتها، وانتهى مشوارها فعليًا بعد موديل 2023 بسبب ضعف الطلب. فالأداء لم يكن جزءًا من هويتها، لكن ذلك لم يمنع أحد الهواة من إعادة تصورها بالكامل.
العقل المدبر وراء هذا المشروع هو صانع محتوى على إنستغرام يُعرف باسم lunchie_b، قرر دفع رينيجيد إلى أقصى ما يمكن تخيله، متجاهلًا تمامًا حدود المصنع والمنطق الهندسي التقليدي.
المفاجأة الحقيقية تكمن أسفل غطاء المحرك. فبدل المحرك رباعي الأسطوانات الباهت، استقر محرك 5.7 لتر هيمي V8، المستخدم في سيارات مثل دودج تشالنجر ودودج تشارجر ورام 1500. هذا المحرك يولد قرابة 400 حصان في وضعه القياسي، لكن مع قائمة طويلة من التعديلات، تشير التقديرات إلى تخطي حاجز 500 حصان بسهولة.
وإدخال هذه القوة إلى سيارة بهذا الحجم تطلب إعادة بناء كاملة للبنية الميكانيكية. تم استبدال الدفرنس ونظام الدفع بالكامل بقطع مأخوذة من دودج هيلكات، إلى جانب مكابح بريمبو سداسية المكابس، وهو ما حول السيارة فعليًا إلى دفع خلفي خالص بأداء سيارات عضلات حقيقية.
هذا التحول لم يكن سهلًا، بل تطلب تعديلات هيكلية واسعة وأعمال تصنيع مخصصة لضمان التوافق والمتانة.
والشكل الخارجي لا يقل جنونًا عن الميكانيكا. رينيجيد حصلت على Widebody Kit متطرفة مع رفارف عريضة، وصدامات معدلة، ووضعية منخفضة وعدوانية. اللافت أن السيارة تستخدم نفس إعداد العجلات والإطارات الخاصة بهيلكات:
كذلك فإن عدد كبير من القطع صُمم وصُنع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، ما سمح بإنشاء مكونات مخصصة بالكامل لا يمكن شراؤها جاهزة، سواء كانت دعامات هيكلية أو تفاصيل تشطيب دقيقة.
وفي الداخل، أُزيلت المقاعد الأصلية واستُبدلت بمقاعد Sparco، مع إضافة عدادات مراقبة للمحرك، واستخدام أسلاك ومبدل حركة أوتوماتيكي مأخوذ من دودج تشارجر.
لماذا هذا المشروع مهم؟ ليس لأنه عملي، ولا لأنه اقتصادي، بل لأنه تجسيد نقي لشغف التعديل بلا قيود. هذه رينيجيد لن تتكرر، ولن تكون منطقية، لكنها بلا شك واحدة من أكثر سيارات جيب تميزًا على الطريق.
وفي حين يرى البعض أن هذا النوع من المشاريع يهدر المال على سيارة لا تستحق، يراه آخرون قمة الإبداع الهندسي الحر بعيدًا عن حسابات السوق والمنطق التجاري.
هذا المشروع ليس عن جيب رينيجيد، بل عن الجرأة. هو تذكير بأن عالم السيارات لا يزال مساحة للتجريب والجنون الجميل، وأن أفضل المشاريع أحيانًا هي تلك التي لم يُفترض بها أن تنجح، لكنها تنجح بشكل مذهل.