 
	 
مع دخول صناعة السيارات عصر "البرمجيات أولاً"، تتسابق الشركات لتقديم سيارات تُدار بالعقل الإلكتروني أكثر من الميكانيكي. وبينما تتصدر أسماء مثل ريفيان هذا التوجه، تفضل تويوتا اتباع نهج أكثر حذراً، واضعةً نصب عينيها هدفاً طموحاً: صفر وفيات وصفر حوادث.
ورغم أن الشركة اليابانية لطالما ارتبطت بالموثوقية والاعتمادية، إلا أن التحول نحو المركبات المعتمدة على البرمجيات (Software-Defined Vehicles) يمثل نقلة نوعية في فلسفتها الهندسية. ومع الجيل الجديد من تويوتا RAV4 2026، بدأت العلامة بالفعل أولى خطواتها الجادة في هذا الاتجاه.
 
النسخة الجديدة من RAV4 ليست سيارة برمجية بالكامل بعد، لكنها تمهد الطريق بوضوح لذلك. فقد حصلت على تحسينات تقنية هامة تشمل:
الهدف ليس فقط الراحة، بل بناء قاعدة بيانات ضخمة تُستخدم لتحسين دقة أنظمة الأمان والاستجابة في الأجيال القادمة.
 
بحسب المهندس يوشينوري فوتوناغاني، كبير مهندسي RAV4، فإن تويوتا تسعى إلى هدف بعيد المدى يتمثل في “صفر وفيات وصفر حوادث.”
فيقول فوتوناغاني: "نحن في المراحل الأولى فقط، لكننا نستخدم بيانات أنظمة الأمان القديمة لتعليم الأنظمة الجديدة كيفية التنبّه بشكل أفضل للمخاطر والتفاعل معها فوراً."
بمعنى آخر، كل سيارة جديدة من تويوتا تُضيف لبنة إلى منظومة ذكاء جماعي هدفها جعل القيادة أكثر أماناً لكل مستخدم.
إحدى التغييرات المثيرة للجدل في RAV4 الجديدة هي إزالة الأزرار المادية مثل أزرار سرعة المروحة أو التحكم في التكييف، واستبدالها بأوامر صوتية.
وتقول تويوتا إن هذا التوجه ليس مجرد رفاهية، بل خطوة لتعزيز السلامة عبر تقليل تشتت انتباه السائق. "كلما استخدم السائق الشاشة أو الأزرار، تزداد فرص الخطأ. أما الأوامر الصوتية فتجعل التفاعل أكثر أماناً وطبيعية."
ورغم أن هذه الفكرة تواجه بعض الانتقادات، إلا أنها تتماشى مع رؤية تويوتا لجعل التكنولوجيا وسيلة لتقليل الأخطاء البشرية.
صحيح أن تقنيات مثل التحكم الصوتي والاتصال بالإنترنت ليست جديدة، لكن التزام تويوتا بتطبيقها عبر كامل أسطولها يُمثل نقلة كبيرة. الشركة تدرك أن السباق نحو السيارات المعتمدة على البرمجيات ليس مجرد منافسة تقنية، بل ثورة في مفهوم الأمان والتنقل.
ورغم أن الطريق ما زال طويلاً، فإن RAV4 2026 تُعد الخطوة الأولى في رحلة طموحة نحو عالم بلا حوادث، أو كما تسميه تويوتا: “Zero Fatalities, Zero Accidents.”
