منذ بداية العصر الحديث، شاركت العديد من العقول النيرة في سطر تاريخ تطور صناعة السيارات وقوانين المرور السير، ومن بين تلك العقول المبدعة كانت جون روبرتسون مكارول، والتي كانت في الأصل طبيبة بذلت حياتها في مساعدة الغير، وبحادث بسيط تعرضت له، وبإصرارها تركت إرثًا لا يمحى سطرت به أولى السطور في مجال السلامة المرورية. في موضوعنا اليوم نأخذكم في لمحة بسيطة عن حياتها وابداعها وتأثيرها في السلامة المرورية حتى يومنا الحالي.
ولدت جون مكارول في عام 1867، ولم تكن الدكتورة جون مكارول أول طبيبة في وادي كوتشيلا في ولاية كولورادو الأمريكية فحسب؛ بل كانت أيضًا أول طبيبة تخدم المحميات الهندية الأمريكية الخمسة في جميع أنحاء الوادي. ومع ذلك، فهي ليست معروفة بجميع إنجازاتها الطبية.
فعلى الرغم من أنها أمضت معظم حياتها كطبيبة ناجحة، إلا أن إنجازاتها الطبية ليست هي ما اشتهرت به. بدلاً من ذلك، هي معروفة لدى الكثيرين بأنها الشخص الذي توصل إلى فكرة رسم خط في منتصف الطريق للمساعدة في منع حوادث السيارات.
جاء إرث الذي تركته مكارول في سلامة الطرق بعد أن أُجبرت سيارتها فورد موديل T على الدخول في خندق بسبب شاحنة قادمة تعترض أكثر من حصتها من الطريق. ففي خريف عام 1917، كانت مكارول تقود سيارتها إلى مكتبها عندما صدمتها شاحنة خرجت عن مسارها على الطريق. بعد الحادث الذي تعرضت له، راودت مكارول فكرة أنه يمكن منع الكثير من الحوادث المماثلة إذا كان هناك خط في منتصف الطريق.
نقلت مكارول فكرتها إلى غرفة التجارة المحلية ومجلس المشرفين في مقاطعة ريفرسايد. عندما بدا أن أيًا منهما لم يستمع كثيرًا لفكرتها، ولكنها أخذت على عاتقها أن ترسم يدويًا شريطًا أبيض مقاس 4 بوصات لمسافة ميل تقريبًا في منتصف الطريق السريع 99 (أعيدت تسميته لاحقًا بالطريق السريع 86).
وفي نوفمبر 1924، وبعد حملة قوية، تم تبني الفكرة أخيرًا من قبل لجنة الطرق السريعة في كاليفورنيا، وتم رسم 35000 ميل من الخطوط الفاصلة في جميع أنحاء كاليفورنيا.
وعلى الرغم من أن مكارول لم تكن من الناحية الفنية أول شخص يتوصل إلى فكرة رسم خط أسفل منتصف الطريق، إلا أن مكارول اختلفت عن الآخرين في محاولاتها المتكررة لجعل السلطات القضائية الحكومية تتبنى الفكرة. على هذا النحو، تنسب إليها وزارة النقل في كاليفورنيا الفضل في إنشاء فكرة الشريط الأوسط.
وبفضل إصرار مكارول، أصبحت شوارعنا أكثر أمانًا، ويُلهم إصرارها العديد من الفتيات من بعدها على متابعة أحلامهن والتمسك بأفكارهن الإصلاحية مهما بدت بسيطة ومهما واجهت رفضًا من المجتمع.