من الطرق الشائعة خطئا عن حماية طلاء السيارة الخارجي هي تكرار عملية التلميع أو الصقل المسماه Polishing، إذ أن اكتساب لمعة الطلاء إثر هذه العملية ليس لسبب تجديد الطلاء، بل التخلص من جزء من الطبقة الخارجية للطلاء، وهذا خطر على المدى البعيد، بحكم أن المادة العليا على طلاء المعروفة باسم الطبقة الشفافة Clear Coat ما هي إلا طبقة حماية ومن ثم فإن التضررات القادمة على الطلاء الخارجي ستضر بالطلاء نفسه، ما قد يؤدي إلى وقوع مالك السيارة ضحية تكلفة عمل طلاء جديد للسيارة في المستقبل.

وتكون الطريقة الأفضل للحفاظ على طلاء السيارة هي تركيب طبقة حماية للطلاء، والتي تختلف أنواعها وأسعارها بشكل كبير، في حين ينصح أكثر الخبراء في مجال عناية السيارة باستخدام طبقة النانو سيراميك التي توفر حماية للطلاء من الأتربة والأوساخ، كما أنها مقاومة للماء، وتقلل نسبة حصول الخدوش، وأيضا تقلل وصول الأشعة فوق البنفسجية إلى داخلية السيارة، وهي الأشعة الضارة بجلد الإنسان التي قد تتسبب في مرض سرطان الجلد، كما تقلل أيضا من نفاذ الأشعة تحت الحمراء التي تتسبب في رفع درجة حرارة السيارة، ومن ثم تلعب دورا إيجابيا في الحفاظ على فرش الداخلية والحفاظ على مكيف الهواء في البلدان مرتفعة الحرارة.

هناك عدة ظروف طبيعية وجوية تجبرنا على تنظيف السيارة من الخارج في أقرب وقت وأكبر مثال هي فضلات الطيور ووقوع مواد صغية على الطلاء الخارجي، إذ أن تصلب الفضلات وتلك المواد على الطلاء والتصاقها به قد يؤدي عند إزالتها إلى تقشر الطلاء أو الإضرار به بنحو آخر على أقل تقدير، ما قد يؤدي إلى عمليات معالجة مكلفة، ولذا ننصح بعدم التأخر في تنظيف السيارة وغسلها في تلك الحالة.

ونذكر بتحذيرنا السابق بشأن عملية التلميع المتكرر من أجل استعادة بريق السيارة، فهو لا يتخلص من طبقة الطلاء الحامية وحسب، بل قد يؤدي أيضا إلى التخلص من طبقة وسطية مخصصة للحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وطبقات أخرى قبل الوصول إلى صبغة الطلاء. ويكون الحل الأمثل لاستعادة بريق السيارة هو المواظبة على غسلها بمواد تنظيف شرعية ينصح به الخبراء والعاملين في الورش.

ومن الخرافات الشائعة أن لمعان السيارة يدل على أنها نظيفة لا تحتاج إلى غسل، والحقيقة أن بعض طلاءات السيارات لا يظهر عليها الأتربة والأوساخ مثل باقي الأنواع، سواء بسبب نوع الطلاء أو أنه بدرجة داكنة، ومن ثم يجب التأكد بصريا من عدم وجود أوساخ تتطلب عملية التنظيف، لأن ترك تلك الأوساخ والأتربة لفترة أطول يؤول إلى الإضرار بالطلاء الخارجي.

ومن الخرافات الشائعة أيضا إمكانية استخدام سائل تنظيف الصحون في غسل السيارة في حين أنه يحتوي على مواد كيميائية قد تضر بطلاء السيارة، كذلك إمكانية استخدام أي نوع من الأقمشة في عملية التنظيف، في حين أن الخشن من الأقمشة قد يتسبب في خدش طلاء السيارة، لذا ننصح بالإسفنج أو المايكروفايبر. ومرة أخرى نؤكد على خطورة تكرار عملية التلميع، حيث لا يفضل أبدا القيام بعملية تلميع السيارة إلا كإجراء استباقي قبل تركيب طبقة حماية تدوم فترة طويلة مثل النانو سيراميك.

يقال إن الغسيل اليدوي التقليدي بماء فاتر وشامبو الغسيل الخاص بالسيارة طريقة عملية وفعالة في الحفاظ على السيارة من الخارج والطلاء، وحتى لا تترك آثار خدوش من عملية الغسل هذه ينصح باستخدام الإسفنج. وينصح البدء من سقف السيارة إلى النافذة الأمامية والخلفية ثم غطاء المحرك ثم صندوق الأمتعة وبعد ذلك النصف العلوي من جوانب السيارة، وإبقاء الجزء السفلي لآخر خطوة حيث تكون أكثر اتساخا من غيرها. وبكل حال يجب الحذر دائما من ترك المواد الكيميائية لفترة طويلة على جسم السيارة، لأن تأثرها بالعوامل الخارجية وتفاعلها مع الطلاء لفترة طويلة ليست جيدة.