مع السعي الدؤوب لمصنعي السيارات في مساعدة البيئة على التعافي من البصمات الكربونية التي تسببت فيها محركات الاحتراق الداخلي لسنوات، تسعى الجهود للتوصل إلى أجيال من السيارات الصديقة للبيئة والتي تترك خلفها انبعاثات كربونية أقل. وهو ما يجعلنا نتحدث عن ابتكار كان ناتج عن هذه الجهود، ألا وهو الوقود المرن Flex-Fuel. في السطور القادمة سوف نحدثكم عن الوقود المرن وما هي مميزاته وعيوبه.
في البداية، عليك أن تعرف أن الوقود المرن يُصنع من مزج البنزين مع الميثانول أو الإيثانول بنسب معينة لتشغيل المحرك بأقل ضرر بيئي ممكن والخروج بمصدر بديل للطاقة، ويأتي الإيثانول من السكر المستخرج من نبتة الذرة ليتحول إلى مادة كحولية بعد التخمير، وفي الواقع، لا تعد هذه التكنولوجيا حديثة بل قد تم تطويرها في منتصف فترة التسعينات وظهرت بشكل ملحوظ في سيارات فورد توروس موديل 1994.
وتقع سيارات الوقود المرن في منطقة متوسطة بين محركات البنزين والديزل ومحركات الكهرباء والهيدروجين؛ حيث تمزج الوقود العادي بمادة الإيثانول لإنتاج نسبة عالية من الأوكتان الضروري في الحفاظ على كفاءة الأداء دون ترك الكثير من آثار الانبعاثات الكربونية المدمرة للبيئة.
تتميز سيارات الوقود المرن في احتوائها على الحساسات التي تقيس الكميات المناسبة من البنزين والإيثانول، ولذلك لا يمكن أن تتحول السيارات العادية إلى استعمال الوقود المرن بينما تستطيع التحول إلى استخدام البنزين فوراً في حال امتلاك سيارة وقود مرن.
نجد أنه في الواقع هناك العديد من الميزات للوقود المرن، فهو بكل حال خيار أفضل للبيئة إن كنت مازلت مترددا فيما يخص السيارات الهجينة أو الكهربائية بالكامل، فعند احتراق هذا الوقود لا يترك نفس التلوث الناتج من مادة البنزين. وحيث أن هذا الوقود مستخرج من محاصيل الذرة، فهو مصدر مستدام للحصول على الطاقة.
كذلك يتم تزويد سيارات الوقود المرن الحديثة بمجموعة متقدمة من الخصائص التكنولوجية، فعلى سبيل المثال، تُساعد الحساسات الإلكترونية على التنبؤ بأي مشاكل موجودة في مزيج الوقود المستخدم في المحرك وتحديد كميات الإيثانول المناسبة للوصول إلى أفضل كفاءة.
وفي حين قد تتوقع أن اللجوء إلى مصادر الطاقة البديلة سيؤدي إلى إضعاف الأداء الذي يقدمه المحرك، إلا أن العكس يتضح من السيارات المستخدمة للوقود المرن والتي حافظت على مستوى الأداء أو حتى ازدادت قوتها وعزمها.
ولكن ككل التقنيات والابتكارات، لابد أنه هناك جانب سلبي في الوقود المرن، فهو يواجه نفس العقبات التي تواجه السيارات الكهربائية فيما يتعلق بالبنية التحتية فنجد أن هناك قلة في محطات الوقود المرن.
كذلك يؤثر استهلاك الذرة في استخراج الإيثانول اللازم للوقود المرن على ارتفاع أسعار محصول الذرة كلما ازداد الطلب عليه، كما أن النبات معرض للأمراض أو التلف بسبب الظروف الجوية وحينها يصبح إنتاج الوقود المرن في خطر.
أيضًا يمتص الإيثانول الأوساخ والغبار بسهولة مما قد يعرض المحرك إلى بعض الأضرار التي قد تتطور إلى تلف المحرك على المدى البعيد.