بدأت فكرة حزام الأمان مع الطيارين في الثلاثينيات، لكن أول تطبيق فعلي له في السيارات جاء عام 1959 على يد المهندس نيلس بوهلين من شركة فولفو السويدية، الذي صمم حزام الأمان ثلاثي النقاط الذي ما زال يُستخدم حتى اليوم.

هذا التصميم البسيط كان ثوريًا لأنه أمّن الجزء العلوي والسفلي من الجسم في آنٍ واحد، مما خفّض الوفيات الناتجة عن الحوادث بنسبة تجاوزت 50%.

وفي خطوة إنسانية نادرة، قررت فولفو منح براءة الاختراع مجانًا للشركات المنافسة، إيمانًا منها بأن السلامة مسؤولية جماعية لا تُحتكر.

يعمل الحزام على تثبيت جسم الراكب في المقعد أثناء التصادم أو التوقف المفاجئ، بحيث يمنع اندفاعه إلى الأمام أو اصطدامه بعجلة القيادة أو الزجاج الأمامي.

 يتكوّن النظام عادة من ثلاثة عناصر رئيسية:

• الشريط القماشي المصنوع من ألياف بوليستر قوية مقاومة للتمدد.
• البكرة (Reel) التي تسمح للحزام بالتحرك بحرية أثناء القيادة، وتقوم بإغلاقه تلقائيًا عند التعرض لصدمة.
• القفل والمشبك (Latch & Buckle) اللذان يضمنان تثبيت الحزام بإحكام.

وفي السيارات الحديثة، يُدمج النظام مع مجسات إلكترونية ترسل إشارة للوسائد الهوائية لضمان التنسيق الزمني عند الحوادث.

• حزام الأمان ثنائي النقاط: يُستخدم غالبًا في المقاعد الخلفية القديمة والطائرات.
• حزام الأمان ثلاثي النقاط: الأكثر انتشارًا اليوم ويوفر حماية متكاملة للجسم العلوي والسفلي.
• أحزمة الأمان القابلة للشد المسبق (Pretensioners): تشد الحزام فور استشعار الحساسات لحظة الاصطدام.
• أحزمة الأمان الذكية (Adaptive Belts): تتفاعل مع وزن الراكب وسرعة السيارة لتعديل قوة التثبيت.
• أحزمة المقاعد الرياضية: تُستخدم في سيارات السباق وتحتوي على خمس نقاط لتثبيت الجسم بالكامل.

أهمية حزام الأمان في الوقاية من الحوادث

وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO)، يساهم استخدام الحزام في تقليل خطر الوفاة بين السائقين والركاب بنسبة تصل إلى 45%، ويخفض احتمالية الإصابات الخطيرة بنسبة 60%.

كما تشير الإحصاءات إلى أن نصف ضحايا حوادث الطرق لم يكونوا يضعون أحزمة الأمان أثناء وقوع الحادث.

حتى في السرعات المنخفضة، يمكن لحزام الأمان أن يمنع إصابات الرقبة والعمود الفقري الناتجة عن التوقف المفاجئ.

رغم أن أحزمة الأمان تُعرف بموثوقيتها العالية وطول عمرها الافتراضي، إلا أنها ليست خالية من الأعطال. ومع مرور الوقت أو بعد التعرض لحادث، قد تظهر مشكلات ميكانيكية أو إلكترونية تؤثر على كفاءة النظام. إليك أبرزها وكيفية التعامل معها:

الحزام لا يرتد أو يعلق داخل البكرة

• السبب المحتمل:
  تراكم الأوساخ أو التواء الشريط داخل البكرة.
• طريقة الإصلاح:
  فك غطاء البكرة وتنظيفها بفرشاة هواء مضغوط أو قطعة قماش ناعمة.
  تأكد من أن الشريط ملفوف بشكل مستقيم وخالٍ من الالتواء.
  في حال استمرار المشكلة، قد تحتاج إلى استبدال وحدة الارتداد بالكامل.

الحزام لا يقفل أثناء الكبح المفاجئ

• السبب المحتمل:
  تلف في آلية القفل الداخلية أو حساس القصور الذاتي.
• طريقة الإصلاح:
  تحقق من زاوية تثبيت الحزام؛ يجب أن يكون في وضعه العمودي الصحيح.
  إذا لم يصدر صوت القفل عند الشد السريع، فالمشكلة غالبًا في آلية القفل ويجب استبدالها لدى فني مختص.

الشريط تالف أو مهترئ

• السبب المحتمل:
  التعرض الطويل للشمس أو الاستخدام الخاطئ.
• طريقة الإصلاح:
  لا يُنصح بإصلاح الحزام الممزق أو المخدوش لأن ذلك يقلل من قدرته على الامتصاص أثناء الحوادث.
  يُستبدل الشريط كاملًا في مركز صيانة معتمد لضمان مطابقة المواصفات الأصلية.

مؤشر نظام الأمان يضيء على لوحة العدادات

• السبب المحتمل:
  خلل في حساس شدّ الحزام أو مشكلة في النظام الإلكتروني المترابط مع الوسائد الهوائية.
• طريقة الإصلاح:
  استخدم جهاز فحص (OBD-II) للتحقق من رمز العطل.
  في بعض الحالات، يمكن إعادة ضبط النظام بعد فحص الأسلاك والتوصيلات.
  إن استمر الإنذار، يجب مراجعة مركز الخدمة فورًا، لأن نظام الأمان بأكمله قد يكون متأثرًا.

الحزام قفل بعد حادث

• السبب المحتمل:
  تنشيط نظام الشدّ المسبق (Pretensioner) أثناء التصادم.
• طريقة الإصلاح:
  يجب استبدال وحدة الشدّ بالكامل، لأنها تُستخدم مرة واحدة فقط.
  لا يُنصح بمحاولة فكّها يدويًا لأنها تحتوي على شحنة متفجرة صغيرة لتفعيل القفل لحظة التصادم.

هذا وتوصي شركات السيارات بفحص نظام أحزمة الأمان كل 5 سنوات أو بعد أي حادث ولو بسيط، لضمان سلامة المكونات الميكانيكية والإلكترونية. كما أن استخدام منظفات خفيفة غير كيميائية للحزام القماشي يحافظ على مرونته ويمنع تلف الألياف بمرور الوقت.

• تأكد من مرور الحزام فوق الكتف والصدر وليس تحت الذراع.
• يجب أن يكون الجزء السفلي ملاصقًا لعظام الحوض لا للبطن.
• لا تستخدم مشابك أو أدوات تقلل من إحكام الحزام.
• تحقق دائمًا من سلامة البكرة والنايلون قبل الرحلات الطويلة.
• علّم الأطفال أهمية وضع الحزام حتى في المقاعد الخلفية.