إحدى أعظم فوائد الشاحن التوربيني الكهربائي هي قدرته على استرجاع الطاقة. في بعض الحالات، كما قال أحد مهندسي مرسيدس AMG، يستطيع هذا النظام أن يكون "محايد الطاقة"، حيث يُنتج من الطاقة ما يكفي لتشغيل نفسه عبر استعادة الطاقة من فرملة التوربين.

عام 2017، تجاوز محرك مرسيدس F1 سداسي الأسطوانات بالكهرباء نسبة كفاءة حرارية بلغت 50%، وهو إنجاز غير مسبوق في عالم المحركات. وقد بدأت مرسيدس AMG باستخدام هذه التقنية في سياراتها مثل C43 وC63، بينما أطلقت بورشه نظاماً أكثر تطوراً في 911 GTS الجديدة. إذ يستخدم الشاحن التوربيني الكهربائي من بورشه محركاً بقوة 14.7 حصان بدون صمام تصريف الضغط (wastegate)، ويتم التحكم بالضغط من خلال فرملة التيربو، مما يقلل درجة حرارة غاز العادم، ويُلغي الحاجة لإثراء الوقود، الأمر الذي يتماشى مع لوائح Euro 7.

رغم هذه المزايا، فإن الشواحن الكهربائية مكلفة، معقدة، وتضيف وزناً زائداً. ولهذا السبب، رفضت شركات مثل ماكلارين استخدامها في طرازاتها مثل W1، مفضلة الحفاظ على الوزن المنخفض واستغلال الطاقة الكهربائية للمحرك الرئيسي بدلاً من التيربو.

بينما تتبنى شركات مثل مرسيدس، بورشه، وفيراري هذه التقنية في سيارات الأداء العالي، فإنها لا تزال بعيدة عن سيارات الإنتاج الشامل بسبب التكلفة والتعقيد. ومن المفارقة أن الفورمولا 1، التي كانت أول من طوّر هذه التقنية عبر نظام MGU-H، تستعد للتخلي عنها في 2026 بدافع التبسيط وجذب مصنّعين جدد، رغم أنها باتت أكثر صلة بالسيارات اليومية.

الشاحن التوربيني الكهربائي يُجسّد جوهر الهندسة الذكية: استغلال ما كان يُعتبر نفايات طاقوية وتحويلها إلى قوة مفيدة. رغم تحدياته، إلا أنه يمثل قمة التطور في محركات الأداء العالي، ويستحق مكانة أكبر في المستقبل القريب.