بعد مرور أكثر من عام على إعلان تويوتا عن تطوير عائلة جديدة من محركات البنزين بأربع أسطوانات، بدأت ملامح هذه التقنية تتضح. المحركات الجديدة، التي تأتي بسعتي 1.5 و2.0 لتر، تتميز بصغر الحجم وخفة الوزن، مما يجعل الكفاءة هي الهدف الأساسي، دون التضحية بالأداء. النموذج الأعلى، بسعة 2.0 لتر والمسمى G20E، حظي فعلياً بتعديلات من قسم جازو للسباقات، وظهر لأول مرة في سيارة GR Yaris M الاختبارية ذات المحرك الوسطي، والتي كُشف عنها في معرض طوكيو للسيارات 2024.
هذا المحرك مزوّد بشاحن توربيني من شركة IHI ويولد قوة تقارب 450 حصاناً. ولكن وفقًا لمجلة Auto Motor und Sport، كشف مهندسو تويوتا أن استخدام شاحن توربيني أكبر يمكن أن يرفع القوة إلى أكثر من 600 حصان بسهولة، وهي قفزة هائلة مقارنة بمحرك “G16E-GTS” ثلاثي الأسطوانات الذي يولد 300 حصان فقط في طرازات GR ياريس وGR كورولا ولكزس LBX.
ورغم هذا الطموح، من المحتمل أن تواجه تويوتا تحديات تنظيمية فيما يخص انبعاثات الكربون، ما قد يدفعها لتقليل القوة النهائية في النماذج المخصصة للطرق العامة. ومع ذلك، فإن حتى قوة 400 أو 500 حصان ستبقى مثيرة للإعجاب، لا سيما في سيارات السباقات التي قد تحصل على النسخ غير المقيدة من هذا المحرك.
محرك G20E يمثل توجهًا استراتيجيًا في خطط تويوتا المستقبلية، حيث يمكن تركيبه طوليًا أو عرضيًا، ما يفتح الباب أمام استخدامه في مجموعة متنوعة من السيارات الرياضية. وتشير تسريبات إلى احتمال عودة طرازات شهيرة مثل MR2 أو سيليكا، إلى جانب استمرار سوبرا وGR86 في الجيل المقبل.
كما تم رصد محرك G20E في سيارة اختبارية من نوع لكزس IS، مما يشير إلى نطاق واسع من الاستخدامات. وأفاد المهندسون بأن تصميم المحرك يتضمن مسافات مدروسة بين الأسطوانات، مما يجعله قابلًا للتعديل والتكبير بسهولة. وتم تعديل قاعدة العجلات في GR ياريس M الاختبارية قليلاً لاستيعاب المحرك في موضع وسطي، ما يعكس مدى مرونة التصميم.
تطوير محركات G20E ليس خطوة منفصلة، بل يأتي ضمن تحالف بين تويوتا، ومازدا، وسوبارو، بهدف إطالة عمر محركات الاحتراق الداخلي. فبينما تعمل مازدا على تطوير محركات دوارة لتوسيع مدى القيادة، تستمر سوبارو في تحسين محركاتها البوكسر. كما تدرس الشركات الثلاث استخدام أنواع وقود كربونية محايدة مثل الهيدروجين السائل والوقود الحيوي.
رئيس مجلس إدارة تويوتا، أكيو تويودا، صرّح في أوائل 2024 بأنه لا يعتقد أن السيارات الكهربائية ستتجاوز نسبة 30% من الحصة السوقية. وفي المقابل، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن أكثر من 20% من السيارات المباعة عالميًا العام الماضي كانت كهربائية بالكامل، مع توقعات بزيادة النسبة إلى 25% في 2025، وخاصة في الصين.
رغم هذا الواقع، تثق تويوتا أن هناك مكاناً لمحركات البنزين عالية الأداء ضمن تركيبة السوق المستقبلية، بشرط أن تُقدَّم بكفاءة وأداء استثنائيين، وهو ما يبدو أن G20E مصمم لتحقيقه.
تويوتا تثبت مرة أخرى أنها لا ترى المستقبل من زاوية واحدة. فهي تطور تقنيات كهربائية متقدمة، لكنها في نفس الوقت تستثمر بذكاء في تطوير محركات احتراق داخلي أكثر تطوراً. ومحرك G20E قد يكون الجسر الذهبي بين الأداء التقليدي والحلول المستدامة القادمة.
شارك
