يشارك البريطاني هاري تينكنيل، الفائز الأخير بسباق لومان 24 ساعة، برفقة مواطنه ونجم سباقات التحمل الصاعد توم جامبل في موسم بطولة العالم لسباقات التحمل على متن سيارة فالكيري التي تحمل رقم 007؛ بينما يقود السيارة التي تحمل رقم 009 الدنماركي ماركو سورنسن، بطل العالم ثلاث مرات في سباقات التحمّل عن فئة سيارات جي تي من الاتحاد الدولي للسيارات، إلى جانب الإسباني أليكس ريبيراس، الفائز بسباق فئة إل إم جي تي 3 ببطولة العالم لسباقات التحمل.

وفي سلسلة سباقات آي إم إس إيه، يقود البريطاني روس جان، الذي ينافس في بطولة آي إم إس إيه لفئة جي تي دي برو 2024؛ ورومان دي أنجليس، حامل لقب بطولة آي إم إس إيه لفئة جي تي دي لعام 2022؛ سيارة أستون مارتن الوحيدة التي تحمل الرقم 23 لفريق ذا هارت أوف ريسينج في سباق فئة جي تي بي. كما يشارك كل من جان ودي أنجليس مع المتسابقين في بطولة العالم لسباقات التحمل لإكمال تشكيلة السائقين المكونة من ثلاثة أفراد في سباق لومان. ويقود جان سيارة فالكيري التي تحمل رقم 007، إلى جانب تينكنيل وجامبل، ليشكّلوا فريقاً بريطانياً خالصاً في هذا السباق المُرتقب الذي يُقام يومي 14 و15 يونيو.

ويتولى فريق ذا هارت أوف ريسينج إدارة حملة سيارة فالكيري في بطولة العالم لسباقات لتحمل وبطولة آي إم إس إيه، وقد سبق له المشاركة بسيارة فانتاج جي تي 3 في كلتا السلسلتين. ومن جانبه، قال إيان جيمس، مدير الفريق: "سيارة فالكيري من أستون مارتن هي واحدة من أجمل السيارات في العالم، وتتميز بكونها سيارة السباق الوحيدة المستوحاة من سيارة مخصصة للطرق، مما يجعل قيادتها مصدر فخر كبير لكل من شارك في سباقات السيارات الرياضية. ويشكل تكليفي بتولي هذا البرنامج علامة فارقة في مسيرتي المهنية".

طُورت سيارة فالكيري الخارقة الجديدة من أستون مارتن من قبل فريق ذا هارت أوف ريسينج وشركة أستون مارتن بيرفورمانس تيكنولوجيز، إذ أنها فريدة من نوعها ضمن فئة السيارات الخارقة المشاركة في سباقات التحمل العالمية، فهي السيارة الوحيدة ضمن الطرازات المعاصرة لها المستوحاة من سيارة عالية الأداء.

ومن جهته، قال آدم كارتر، رئيس قسم سباقات التحمل في أستون مارتن: "تتجاوز سيارة فالكيري المفهوم التقليدي للسيارات عالية الأداء لتشكل نقلة نوعية في تاريخ هندسة السيارات، حيث تجسد قمة التميز في الأداء والتصميم والابتكار. صُممت فالكيري بشكل مخصص لتحقيق التميز في عالم السباقات، وذلك من خلال الجمع بين تقنيات الفورمولا 1® وخبرة صناعة السيارات الطرقية. وتؤكد مشاركتها في أعلى مستويات سباقات التحمل العالمية مكانتها كإنجازٍ تكنولوجي رائد".

وأضاف: "وبموجب قواعد السيارات الخارقة، تشترك سيارة السباق مع سيارة الطرق في العديد من الجوانب الأساسية، حيث تعتمد كل منهما على نفس وحدة الطاقة المزودة بـ 12 أسطوانة".

ويستخدم هيكل السيارة المصنوع من ألياف الكربون والمصمم للسباقات نسخة معدلة من محرك كوزوورث بسعة 6.5 ليتر والمزود بـ 12 أسطوانة، ويصل إلى 11 ألف دورة في الدقيقة بقدرة تتجاوز 1000 حصان. كما تم تعزيز وحدة الطاقة لتحقيق متطلبات التوازن الأمثل لأداء السيارة في فئة السيارات الخارقة، وتطوير قدراتها لتحمل مسافات السباق الطويلة. ويوفر اختيار محرك ذو 12 أسطوانة ضمن سلسلة فالكيري مزايا أداء بارزة، إلى جانب انسجامه التام مع اللمسات الجمالية التي تُعرف بها سيارات أستون مارتن، مما يجعل من السيارة خياراً مثالياً لتقديم أداء قوي في السباقات.

وفيما يخص الموثوقية والمتانة، تقدم اللوائح الخاصة بالسيارات الخارقة، التي تحدد حداً أقصى للطاقة عند 500 كيلوواط (ما يعادل 680 حصاناً)، مزايا للمحركات المزودة بـ 12 أسطوانة والمصممة أساساً لتكون قوية بما يتناسب مع دورتها التشغيلية العالية كسيارة مخصصة للطرق. أما فيما يتعلق بالسباقات، فقد كانت كفاءة استهلاك الوقود محوراً رئيسياً خلال عملية تطوير السيارة.

وفي هذا الصدد، قال كارتر: "من الضروري اعتماد أسلوب عمل مرن لتقليل كمية الوقود المحمول، وذلك بهدف توفير الطاقة المطلوبة خلال فترة السباق. وقد حرصنا على أن يعمل المحرك بسرعة أقل من قدرته القصوى، نظراً لاحتياجنا إلى طاقة أقل. ويتيح لنا الحد الأدنى للطاقة المحدد وفقاً للأنظمة إعادة تقييم منحنى العزم، وتقليل الفاقد الناتج عن الاحتكاك عبر خفض سرعة المحرك، مما يسهم في تعزيز كفاءة استهلاك الوقود".

وعلى مستوى الديناميكا الهوائية، تم تحقيق تقدم ملحوظ في تصميم سيارة فالكيري لتتوافق مع معايير الاعتماد للوائح التنظيمية. ويأتي هذا الإنجاز نتيجةً للأساس المتين الذي وفرته نسخة السيارة الخاصة بالطرق، والتي تم تصميمها على يد فريق من المهندسين المتميزين، بما في ذلك ماريك ريتشمان، المدير الإبداعي لدى أستون مارتن؛ وأدريان نيوي، الذي سينضم إلى أستون مارتن في مارس 2025 بصفته شريكاً تقنياً لفريق الفورمولا 1®. وأضاف كارتر: "من الصعب تصور أن أدريان، وهو واحدٌ من أعظم مصممي سيارات السباق في التاريخ، قد يصمم سيارة دون أن يضع في اعتباره فكرة مشاركتها في السباق في مرحلة ما".

وتخضع عملية تحويل السيارة من سيارة عادية مخصصة للقيادة على الطرق إلى سيارة سباق بشكل أساسي للوائح التقنية التي يضعها الاتحاد الدولي للسيارات، والمصممة وفق معايير محددة تراعي جوانب المنافسة، سواءً من حيث السلامة أو الأداء. وللتغلب على التحديات التي تواجهها السيارات أثناء السباق، مثل التغيير السريع للسائقين والإطارات وإعادة التزود بالوقود خلال التوقفات، بالإضافة إلى احتمالية حدوث احتكاك بين السيارات، فقد شملت التطويرات التقنية تصميم واجهات أمامية وخلفية قابلة للتغيير بسرعة، ونظام توصيل سريع للوقود يعمل بنقطة واحدة، ونظام رفع هوائي عالي السرعة مدمج في الهيكل، فضلاً عن مقصورة قيادة مصممة لتعزيز السلامة وتسهيل الوصول السريع مع توفير رؤية مثالية للسائق.

وتتمتع سيارة فالكيري بنظام تعليق متطور، يتكون من ذراعين مزدوجتين في الأمام والخلف، مع استخدام نوابض عمود الالتواء التي يتم تشغيلها عبر عمود الدفع، كما يتضمن النظام مخمدات قابلة للتعديل على الجانبين وفي المنتصف. وتعمل السيارة على إطارات ميشلين بايلوت سبورت بمقاس 18 بوصة، وهي إطارات معتمدة وفقاً للوائح فئة السيارات الخارقة.

وأوضح كارتر: "إن الأداء المطلق للسيارة مقيد باللوائح والأنظمة، بغض النظر عن التطويرات التي يتم إدخالها. كما يوجد حد أدنى محدد للوزن، بالإضافة إلى القيود المفروضة على القوة من خلال التحكم في عزم دوران عمود الإدارة، ووجود نطاق محدد للأداء الديناميكي الهوائي. ويتم أيضاً فحص نموذج سيارة كل منافس في نفق رياح بالحجم الكامل. لذلك، فإن التركيز ينصب على تحسين خصائص سيارة فالكيري ضمن العوامل الأساسية التي تسهم في تعزيز الأداء".

وحدد هذا النهج أيضاً قرارات تتعلق بالتصميم في مواصفات سيارة السباق، بما في ذلك ناقل الحركة ذو السبع سرعات المتسلسل من نوع إكستراك، والذي يتم تشغيله عبر نظام تغيير السرعات شبه الآلي باستخدام أذرع التحكم خلف عجلة القيادة.

وصرح كارتر قائلاً: "تقوم أستون مارتن في مختلف المنافسات بأخذ مركبة عالية الأداء وتعديل خصائصها وقدراتها لتتوافق مع متطلبات اللوائح، مع العمل على زيادة فرص تحسين الأداء ضمن هذا الإطار. لقد تم تنفيذ كل هذا العمل بالتعاون الوثيق مع استوديو التصميم العالمي الشهير لأستون مارتن، حيث لعبت شركة أستون مارتن بيرفورمانس تيكنولوجيز دوراً محورياً في عملية التطوير".

أطلق فريق ذا هارت أوف ريسينج برنامج تقييم شامل لسيارة فالكيري الخارقة، بدايةً مع التجارب الأولى للسيارة في يوليو الماضي، حيث قطعت بالمجمل 15 ألف كيلومتر. وأُجريت الاختبارات على مجموعة متنوعة من الحلبات لضمان التحضير الجيد لبرنامج السباقات المزدوج، حيث بدأت في حلبتي دونينجتون بارك وسلفرستون في المملكة المتحدة، ثم انتقلت إلى حلبتي فاليلونجا وخيريز، وصولاً إلى حلبات البحرين وقطر ورود أتلانتا وسيبرينج ودايتونا.

وعلق إيان جيمس على هذا الموضوع بقوله: "يوجد دائماً مجال أكبر للتحسن، لكنني سعيد بالتقدم الذي حققه البرنامج، وبالموثوقية التي أظهرناها. بذل كل أعضاء الفريق جهوداً كبيرة، بمن فيهم خبراء التصميم وخبراء أستون مارتن بيرفورمانس تيكنولوجيز. وأنا سعيد للغاية بتكامل جهود فريق التصميم وفريق السباق".

وتشارك سيارتا فالكيري في بطولة العالم لسباقات التحمل بتصميم مميز باللون الأخضر، الذي ارتبط بالإنجازات الكبيرة التي حققها الفريق البريطاني في سباق لومان. وسيتم الإشراف على السباقات من مقر فريق ذا هارت أوف ريسينج في براكلي بالمملكة المتحدة. وتعليقاً على تشكيلة فريق السائقين، قال جيمس: "أدى هاري تينكنيل دوراً أساسياً خلال مراحل تطوير سيارة فالكيري، ولهذا السبب قررنا إشراكه منذ بداية برنامج الاختبارات، كما أنه يمتلك خبرة واسعة في سباقات فئة جي تي بي". وكان تينكنيل آخر سائق بريطاني يحقق اللقب في فئته في سباق لومان مع فريق أستون مارتن في عام 2020، كما أنه السائق صاحب الخبرة الأكبر في قيادة السيارات الخارقة، حيث شارك مع فريق بروتون بورشه في بطولة العالم لسباقات التحمل في موسم 2024. وأضاف جيمس: "لقد عزز هاري مكانته بوصفه جزءاً مهماً في الفريق، كما أنه يتمتع بسجل حافل بالإنجازات".

أما توم جامبل، فقد نال سابقاً جائزة أستون مارتن أوتوسبورت بي آر دي سي، وهو يمتلك خبرة في فئة إل إم بي تي تو وفئة جي تي، بما يشمل مشاركته مع فريق ذا هارت أوف ريسينج في سباقات التحمل ضمن بطولة آي إم إس إيه على حلبات دايتونا وسيبرينج ورود أتلانتا في عام 2022. وتعليقاً على مشاركة جامبل، قال جيمس: "إنه سائق متميز يمتلك موهبة فطرية ويستحق فرصة المشاركة في أعرق بطولات سباقات السيارات".

ماركو سورنسن هو السائق صاحب أكبر عدد من الإنجازات لدى أستون مارتن حالياً، حيث توّج بلقب بطولة العالم لسباقات التحمل في فئة جي تي ثلاث مرات، وحقق الفوز في سباق لومان ضمن فئته في عام 2022. وفي هذا الصدد، قال جيمس: "ماركو واحدٌ من أنجح السائقين الذين شاركوا مع أستون مارتن وأكثرهم خبرةً، وانتظر مدة طويلة قبل أن يحظى بفرصة المشاركة في سباقات النخبة. لقد عملت معه وشاهدت إمكاناته ولاحظت قدرته على الحفاظ على هدوئه تحت الضغط، لذلك أعتقد أنه خيار مثالي لهذا البرنامج".

وأضاف جيمس: "أثبت أليكس ريبيراس حضوره في فئة جي تي دي برو في بطولة آي إم إس إيه خلال العامين الماضيين، كما فاز في سباقات بطولة آي إم إس إيه وبطولة العالم لسباقات التحمل أكثر من مرة، وقدم أداءً متميزاً مع فريقنا ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات التحمل العام الماضي. ويستحق أليكس مكانه ضمن فريق ذا هارت أوف ريسينج، لأنه جزءٌ لا يتجزأ من الفريق".

وتشارك سيارة فالكيري باللون الأزرق الذي يميّز فريق ذا هارت أوف ريسينج في بطولة آي إم إس إيه، والتي ستبدأ بسباق سيبرينج 12 ساعة في الفترة ما بين 12-15 مارس القادم، تحت إشراف مقر الفريق في مدينة فينيكس بولاية أريزونا في الولايات المتحدة. وقد فاز كل من السائق البريطاني روس جان، الفائز بسباقات بطولة آي إم إس إيه عن فئة جي تي دي برو عدة مرات، والكندي رومان دي أنجيليس، حامل لقب بطولة آي إم إس إيه في فئة جي تي دي في عام 2022، بلقب أكاديمية أستون مارتن ريسينج للسائقين.

وحول هذا الشأن، أضاف جيمس: "انضم إلينا روس منذ أربع سنوات، وأصبح من بين أفضل السائقين في فئة جي تي في العالم. وبرهن على ذلك في السباق النهائي من بطولة فئة جي تي دي برو العام الماضي، حيث خسر السباق بفارق طفيف. ويتميز روس بتعاونه الكبير مع زملائه ومهارته الفطرية في قيادة سيارات السباق، وهي ميزة فريدة لا يحظى بها الجميع. أما بالنسبة لرومان، فقد شاركت معه أول مرة في عام 2018، وهو يواصل تحقيق الإنجازات، حيث حقق إنجازاً استثنائياً بفوزه بلقب أكاديمية أستون مارتن ريسينج للسائقين وبطولة جي تي دي، ما عزز من مكانته بوصفه سائقاً من مستوى النخبة، كما أنه عنصر رئيسي في برنامج المحاكاة الخاص بفريقنا في فينيكس".

مواجهة التحدي

يجمع برنامج السباقات المزدوج لسيارة فالكيري بين الطموح الكبير والتحديات المتمثلة بمواجهة خصوم أقوياء. وقال كارتر: "نحن نشارك في السباقات من أجل تحقيق الفوز، لكننا في الوقت ذاته نحترم السباقات والخصوم الذين سيشكّلون تحدياً كبيراً. إنهم على مستوىً عالٍ من المهارة، وهذا ما يحفزنا على مواجهتهم، حيث أن الفوز يكون مستحقاً فقط عندما يكون أمام منافسين أقوياء. ونحن ندرك أننا سنواجه خصوماً مستعدين بشكل جيد للسباقات".

وأضاف كارتر: "هذا هو التوقيت المثالي للمشاركة في نخبة بطولات سباقات السيارات؛ حيث يتعاون نادي السيارات الغربي وآي إم إس إيه والاتحاد الدولي للسيارات لتنظيم بطولات تحظى بشعبية متزايدة. ونحن نؤكد على دعمنا لهم، فقد بذلوا جهوداً كبيرة من أجل وضع صيغة محددة للسباقات والترويج للسلسلة، مما ساهم في إرساء العصر الذهبي لسباقات السيارات الرياضية. ونحظى اليوم بفرصة المنافسة على الساحة العالمية ضمن بيئة تنافسية وعادلة".

ويتألف موسم بطولة العالم لسباقات التحمل من 8 جولات، تبدأ فعالياتها في قطر، وتشتمل على مجموعة من السباقات في القارة الأوروبية على حلبتي إيمولا وسبا فرانكورتشامبس، فضلاً عن سباق لومان 24 ساعة في شهر يونيو، بالإضافة إلى سباقات على حلبة إنترلاجوس في البرازيل، وكوتا في أوستن في تكساس، وفوجي في اليابان، وصولاً إلى السباق النهائي في البحرين في 8 نوفمبر.

كما تتألف بطولة آي إم إس إيه من 11 جولة، تضم سباق سيبرينج 12 ساعة، وبيتي لومان على حلبة رود أتلانتا، بالإضافة إلى حلبات شهيرة أخرى في الولايات المتحدة، مثل لونج بيتش، ولاجونا سيكا، وواتكنز جلين، وحلبة إنديانابوليس موتور سبيدواي.