في ظل تراجع الطلب على النسخة الكهربائية من طراز 500e، اضطرت شركة فيات إلى وقف الإنتاج عدة مرات. ومع استمرار انخفاض الإقبال، أعلنت الشركة العام الماضي عن نيتها إعادة تقديم سيارتها الصغيرة الشهيرة بمحرك بنزين، في خطوة جريئة لإعادة جذب العملاء.
وها هو خط الإنتاج الجديد في مصنع "ميرافيوري" بمدينة تورينو الإيطالية قد أصبح قيد التشغيل، ويقوم حاليًا بإنتاج النسخ التجريبية، على أن يبدأ تسليم سيارات العملاء في نوفمبر 2025، مع هدف إنتاج 5,000 وحدة بنهاية العام.
ووصف أوليفييه فرانسوا، الرئيس التنفيذي لفيات، النسخة الجديدة بأنها "فيات 500 الواقعية، للناس الحقيقيين"، حيث يبدأ سعرها في إيطاليا من 17,000 يورو (حوالي 20,000 دولار). ورغم أنها ليست الأرخص، إلا أنها تبقى أرخص بنحو 5,000 يورو من النسخة الكهربائية، وهو فرق يُعزى جزئيًا إلى ضريبة القيمة المضافة المرتفعة في إيطاليا (22%).
وتمامًا كما في النسخة الكهربائية، ستتوفر فيات 500 البنزين بثلاثة أشكال: هاتشباك، كشف ونسخة 3+1 المميزة بباب إضافي صغير يُفتح للخلف على جانب الراكب.
رغم أن المنصة الحالية لم تكن مخصصة لمحركات الاحتراق، نجحت فيات في تزويد السيارة بمحرك هجين خفيف (Mild Hybrid) ثلاثي الأسطوانات، سعة 1.0 لتر بقوة 70 حصانًا. وهو نفس المحرك المستخدم سابقًا في الجيل السابق من 500 وكذلك في طراز باندا الأقدم.
ويأتي المحرك من عائلة FireFly الشهيرة، ويتصل بناقل حركة يدوي من 6 سرعات، مع عدم توفر خيار أوتوماتيكي في الوقت الحالي. ومن المنطقي أن تكون السيارة أخف وزنًا من نظيرتها الكهربائية، حيث تزن نسخة 500e حوالي 1,255 كجم ببطارية 24 كيلوواط/ساعة، وترتفع إلى 1,340 كجم مع البطارية الأكبر 42 كيلوواط/ساعة.
أما من حيث التصميم الخارجي، فتكاد النسخة البنزين تكون مطابقة للنسخة الكهربائية، مع اختلاف بسيط يتمثل في وجود فتحة تهوية أفقية على الواجهة الأمامية لتبريد المحرك.
يأتي إطلاق النسخة البنزين من 500 في وقت حساس، حيث تسعى مجموعة ستيلانتيس (الشركة الأم لفيات) إلى الامتثال للقيود الأوروبية الجديدة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل نهاية 2027. ومن المفارقات أن نجاح طراز البنزين في المبيعات قد يُعقّد من قدرة المجموعة على تحقيق أهداف الانبعاثات، مما يجبرها على تسريع مبيعات السيارات الكهربائية لتجنب الغرامات.
هذه الخطوة جزء من خطة أوسع لإعادة الحياة إلى مصنع ميرافيوري، الذي لم ينتج سوى 25,000 سيارة في 2024 رغم طاقته الإنتاجية التي تصل إلى 100,000 سيارة سنويًا.
أما قسم الأداء العالي "أبارث" فقد أعلن اعتزاله لمحركات البنزين، بسبب الضرائب الباهظة على الانبعاثات العالية في أوروبا، ما يعني أننا لن نرى نسخة رياضية من 500 بمحرك بنزين. وبدلاً من ذلك، تركز أبارث الآن على تقديم نسخ كهربائية مثل 500e أبارث و600e كروس أوفر.
عودة محرك البنزين إلى سيارة أيقونية مثل فيات 500 هي خطوة ذكية واستراتيجية، تجمع بين الحنين الواقعي والطلب المتجدد. لكنها أيضًا سيف ذو حدين في ظل القيود البيئية. ففيات تراهن على التوازن، فهل تنجح؟ الوقت كفيل بالإجابة.
شارك
