كرايسلر لم تعد تلك الشركة الأمريكية الرائدة التي عرفها العالم سابقاً. فعلى مدى السنوات الماضية، تحوّلت العلامة التجارية إلى ما يشبه نسخة فاخرة من دودج، مع اعتماد شبه كلي على سيارتي ميني فان فقط. نعم، باسيفيكا وفويجير من الطرازات الممتازة، لكن تشكيلة من سيارتين لا تُعبّر عن طموحات شركة بحجم كرايسلر.
ومع ذلك، ظهرت مؤخراً بوادر أمل حقيقية. فقد أعلنت كرايسلر عن تأسيس استوديو تصميم خاص بها للمرة الأولى منذ عقود، مع تعيين فريق مستقل من المخططين والمسوقين لتطوير العلامة بعيداً عن الشركة الأم "ستيلانتيس". وقد يكون هذا التحرك هو التغيير الأهم في تاريخ كرايسلر منذ سنوات طويلة.
لطالما ارتبط اسم كرايسلر بروائع التصميم. خذ مثلاً نموذج d'Elegance من عام 1952، الذي صمم بالتعاون مع الإيطاليين في Ghia، والذي لا يزال يُعتبر من أجمل السيارات في التاريخ. وفي الخمسينات والستينات والسبعينات، أبدعت كرايسلر في طرازات مثل New Yorker وC-300 وWindsor وNewport.
ورغم التراجع في الثمانينات والتسعينات، شهدت الشركة انتعاشاً ضخماً مع إطلاق 300C عام 2004، والتي وُصفت بأنها سيارة "أمريكية بلا خجل"، واستُقبلت بحفاوة كواحدة من أولى السيارات الجميلة التي تخرج من استوديو التصميم الأمريكي منذ عقود، مع مقارنات بسيارات بنتلي ورولز رويس.
كما قدّمت كرايسلر في تلك الفترة سيارة كروس فاير الرياضية، ومجموعة من النماذج الاختبارية المميزة مثل فايرورك، وإمبيريال وأسطورة الأداء ME Four-Twelve التي كادت تدخل خط الإنتاج.
لكن الأزمة المالية العالمية في 2008 وجهت ضربة قاسية، فقد أوقفت معظم مشاريع التطوير، ودخلت الشركة في سنوات عجاف من حيث التصميم والابتكار.
اليوم، يعود التفاؤل مع استثمارات جديدة وتوجهات أكثر طموحاً. "كرايسلر عادت للواجهة" بحسب تصريحات رالف جيليس – رئيس قسم التصميم في ستيلانتيس – الذي أشار إلى أن الشركة بدأت في تجربة أفكار جديدة وسد الفجوات في سوقها.
كما تم تعيين المدير التنفيذي الجديد أنطونيو فيلوسا بدلاً من كارلوس تافاريس، وهو ما يُعتبر خطوة نحو تجديد الدماء في قيادة الشركة. ويأمل كثيرون أن تقود هذه التغييرات إلى انطلاقة جديدة تعيد للشركة بريقها الذي افتقدته.
هناك بالفعل شائعات عن إعادة إحياء طراز 300 من خلال تصميم مستقبلي مستوحى من نموذج هالكيون-Halcyon، إلى جانب اس يو في جديدة ونسخة مُحدثة كلياً من باسيفيكا.
خطوة كرايسلر نحو إنشاء استوديو تصميم خاص بها قد تكون المنعطف الأهم في تاريخها الحديث. فبدون هوية تصميم مستقلة وطموح تجديد واضح، تظل أي شركة معرضة للذوبان في كيان أكبر. ومع هذه التغييرات، يبدو أن كرايسلر تستعد لاستعادة مكانتها كواحدة من أعمدة التصميم الأمريكي الأصيل.