احتفالًا بمرور 50 عامًا على إطلاق طراز بولو الشهير، أعادت فولكس فاجن تسليط الضوء على واحدة من أكثر نسخها ندرة وغرابة: بولو GTI كابريو الاختبارية، التي ظهرت لأول مرة في معرض فرانكفورت للسيارات عام 2007.
هذه النسخة القابلة للكشف لم تكن مجرد فكرة خيالية أو عرض تصميم عابر، بل حملت في طياتها مستوى عالٍ من الهندسة والابتكار الميكانيكي.
تم تطويرها من قبل شركة كارمان Karmann المتخصصة في تصنيع السيارات المكشوفة، قبل إغلاقها في 2010. ورغم أن النسخة لم تدخل حيز الإنتاج الرسمي، إلا أن جودة التفاصيل والبنية تشير إلى أن إنتاجًا محدودًا كان محتملًا.
بعيدًا عن كونها مجرد نسخة مكشوفة تقليدية، جاءت بولو GTI كابريو الاختبارية بسقف قماشي متعدد الوظائف. يتضمن السقف فتحة زجاجية منزلقة ونوافذ خلفية زجاجية تمنح الركاب إحساسًا بالقيادة المكشوفة حتى عند إبقاء السقف مغلقًا. ولتعزيز أجواء الرحابة داخل المقصورة، زُودت السيارة بسقف داخلي مضيء يضفي سطوعًا ودفئًا على الأجواء، خصوصًا في الأيام الغائمة.
تحويل سيارة بولو من هاتشباك إلى كابريو تطلب تعديلات هيكلية كبيرة، بما في ذلك تصميم باب خلفي خاص، وتعديلات على الألواح الخلفية، ومصدات أمامية وخلفية أعيد تصميمها لتبرز الطابع الرياضي، مع منافذ هواء أضخم وعادم مزدوج في المنتصف.
ويكفي الضغط على زر لتطوى السطح القماشي الأحمر كهربائيًا، حيث تتراوح سعة الصندوق الخلفي بين 304 لترًا (عند طي السقف) و148 لترًا (عند رفعه)، بينما تحتفظ السيارة بأربعة مقاعد مع إمكانية طي المقاعد الخلفية.
ورغم الجاذبية التصميمية والتقنية، لم تدخل بولو GTI كابريو مرحلة الإنتاج التجاري. ويُعتقد أن السبب يعود إلى ارتفاع التكلفة مقابل سوق محدود، إضافةً إلى ظهور الجيل الخامس من بولو في عام 2009، مما أوقف المشروع نهائيًا.
ومن الناحية التقنية، استخدمت السيارة محركًا سعة 1.8 لتر بقوة 150 حصانًا، وهو نفس المحرك المستخدم في النسخة الأصلية من بولو GTI، وركّبت السيارة على عجلات OZ سوداء بقياس 17 بوصة مع لمسات حمراء.
فولكس فاجن لم تكن الوحيدة التي استكشفت هذه الفكرة، فقد طورت بيجو نسخة اختبارية مكشوفة من 208، لكنها لم تُنتج. أما النماذج الإنتاجية في تلك الحقبة فشملت طرازات مثل بيجو 206 CC، نيسان ميكرا C+C، أوبل تيجرا، والتي تميزت جميعها بأسقف صلبة قابلة للطي. لكن هذا القطاع اندثر لاحقًا بسبب تغيّر أذواق المستهلكين.
هذه النسخة الاختبارية كانت تحمل مزيجًا ذكيًا من التصميم الكلاسيكي والحداثة الهندسية، ولو أُنتجت، لربما كانت أحد أكثر سيارات بولو أيقونية وجاذبية في تاريخها. لكنها تظل، في النهاية، مثالًا رائعًا لما يمكن أن تكون عليه الابتكارات المهملة.