رغم اندفاع أودي القوي نحو الكهرباء، جاء تذكير صاخب من مكان غير متوقّع: متدرّبو أودي في مركز نيكارسولم. النتيجة هي أودي GT50، اختبارية فريدة من نوعها تحتفي بمرور 50 عامًا على محرك أودي الشهير ذو الخمس أسطوانات المتتالية، ويبدو وكأنها سافرت عبر الزمن مباشرة من حلبات سباقات أواخر الثمانينيات.
تواصل GT50 سلسلة المشاريع الجامحة التي صاغها المتدرّبون أنفسهم، وهم ذات الفريق الذي قدّم RS6 GTO (التي ألهمت لاحقًا RS6 GT الإنتاجية)، ونسخة كهربائية من A2، وحتى NSU Prinz EV بقوة 236 حصانًا. هذا السياق يضع GT50 كتحية صادقة للتراث أكثر من كونها عرض قوة تقني، لكن بجرأة بصرية لا تُخطئها العين.
ظهر ترتيب الخمس أسطوانات لأول مرة في أودي 100 عام 1976، جامعًا نعومة الست أسطوانات وبساطة الأربع. وعلى مدار العقود، صنع هذا الترتيب قاعدة جماهيرية أسطورية، وحصد ألقابًا على الطرقات والحلبات، من كواترو الأسطورية إلى 90 كواترو IMSA GTO و200 كواترو Trans-Am. وبينما تخلّت شركات عديدة عن هذا الترتيب، ظلّت أودي متمسكة به، واليوم لا يزال حيًا في RS3.
انطلقت GT50 مرتكزة على RS3 كقاعدة، لكنها خرجت بملامح لا علاقة لها بالحداثة الناعمة. خطوط صندوقية ثلاثية الأحجام، أسطح هوائية حادّة، وشبك أمامي كلاسيكي يستحضر روح IMSA وTrans-Am. أما العجلات التوربوفانية الضخمة فتكمل المشهد السباقي الخام، وهو تفصيل يصرخ 1989 دون اعتذار.
وتحت الغطاء، احتفظت GT50 بمحرك 2.5 لتر تيربو بخمس أسطوانات بقوة 394 حصانًا كما في RS3. القرار مقصود: المحرّك هو الرسالة. ومع ذلك، يعرف عشّاق أودي أن هذا القلب قادر بسهولة على استخراج قرابة 100 حصان إضافي بتعديلات بسيطة، ما يفتح باب التكهنات حول نسخ RS3 أكثر شراسة قادمة.
الكشف عن GT50، عبر منشور إنستغرام لموقع ألماني، يبدو كتمهيد لمرحلة جديدة. التوقعات تشير إلى RS3 Special قد تنافس عرش الهاتشباك الأقوى، وربما تتفوّق على AMG A45. إن كانت GT50 “عرض الإحماء”، فالآتي قد يكون أكثر إثارة.
أودي GT50 ليست مجرّد سيارة مفهوم؛ إنها بيان وفاء لتراث ميكانيكي نادر في زمن التحوّل الكهربائي. تذكير بأن الخمس أسطوانات لا تزال تنبض، وبأن الماضي حين يُستحضر بذكاء، يصنع حاضرًا ملهمًا.