عندما نفكر في سيارات الألفا روميو الرياضية من العقدين الأخيرين، غالبًا ما تقفز إلى الذهن الأيقونة 8C Competizione بجمالها الأخّاذ وهندستها الفائقة. ورغم أنها وُلدت داخل مركز تصميم ألفا روميو بقيادة ولفغانغ إيغر ودانييلي غاليوني، فإنها لم تسلم من إغراء إعادة التخيّل، خصوصًا من قبل أحد أعرق بيوت التصميم الإيطالية: زاغاتو-Zagato.
خلال فعالية كونكورسو ديليغانزا فيلا ديستي، كشفت زاغاتو عن نسخة فريدة تحمل اسم 8C دوبيا كودا زاغاتو صُممت خصيصًا لهواة السيارات الكلاسيكية الرفيعة الذوق. تُعيد هذه النسخة صياغة الجمال من خلال حلة جديدة بالكامل، لكنها تحتفظ بالقلب النابض ذاته: قاعدة الكربون فايبر الشهيرة ومحرك V8 الفيراري.
ما يميّز هذه النسخة هو تصميمها الخلفي الفريد، حيث تجمع بين أسلوبي تصميم مختلفين: الذيل المستدير الكلاسيكي، وذيل "كوتا ترونكا" المستوحى من سيارات السباق. ومن هنا جاءت التسمية دوبيا كودا، أي "الذيل المزدوج" بالإيطالية.
رئيس زاغاتو، أندريا ميكيلي زاغاتو، أوضح بأن هذا التصميم يحقق توازنًا نادرًا بين الأناقة الهوائية والتأثير البصري، بينما علّق المصمم الرئيسي في الدار، نورهيكو هارادا، بأن الذيل القصير "المنقوص" طُوّر خصيصًا ليتناسب مع شخصية 8C كسيارة جي تي فاخرة وليس كسيارة سباق بحتة.
هذه الفلسفة التصميمية ظهرت سابقًا في مشروع AGTZ Twin Tail لعام 2024، الذي قدّم فكرة السيارة القابلة للتحويل بين الذيل الطويل والقصير. لكن دوبيا كودا C8 تأخذ المسألة إلى مستوى أعمق، حيث تدمج المدرستين في تصميم واحد متماسك وفعّال.
رغم عدم وجود تصريح رسمي من زاغاتو حول المواصفات الميكانيكية، من المرجّح أن النسخة الجديدة تحتفظ بنفس المحرك الأسطوري: محرك فيراري-مازيراتي F136 V8 سعة 4.7 لتر. هذا القلب النابض يُنتج 444 حصانًا و480 نيوتن-متر، ويُرسل القوة إلى العجلات الخلفية عبر ناقل حركة سداسي السرعات بنظام التبديل عبر المقود.
هذا المحرك لم يُنتج سوى في 500 نسخة من الكوبيه و329 من النسخة المكشوفة بين عامي 2007 و2010، ما يجعل وجوده في هذه التحفة الجديدة أكثر ندرةً وقيمة.
السيارة الفريدة سيتم تسليمها إلى مالكها مباشرة بعد نهاية الحدث، لتُضاف إلى مجموعة ستُحسد عليها، حتى بين كبار جامعي السيارات.
إبداع زاغاتو في إعادة تخيّل الـ8C Competizione يُعد درسًا في الوفاء للأصالة مع جرأة الابتكار. فبينما احتفظت السيارة بروحها الميكانيكية النبيلة، فإنها ظهرت بحلّة خارجية أقرب إلى النحت الفني منها إلى صناعة تقليدية. وهي رسالة حية تؤكد أن مستقبل السيارات الكلاسيكية لا يكمن في إعادة إنتاجها فحسب، بل في إعادة تصورها بأناقة واحترام.