في عالم رياضة السيارات، حيث يتقاطع الشغف بالحماس مع الحاجة للتفاني والتحدي، برزت ريم العبود كأحد الرموز النسائية التي استطاعت أن تحفر اسمها بأحرف من نور في هذا المجال الذي كان يُعتبر سابقاً حكرًا على الرجال. وتحمل قصة ريم العبود في رياضة السيارات معاني الصمود والإصرار والطموح الذي لا ينضب، إذ استطاعت تحويل شغفها بالسرعة والمغامرة إلى مسيرة مهنية ناجحة تركت بصمة واضحة في عالم السباقات.
ولدت ريم العبود في عائلة تقدّر الرياضة والانضباط، وقد نشأت على قصص النجاح والبطولات التي تحكيها الأجيال السابقة. منذ نعومة أظافرها، كانت ريم مولعة بكل ما يتعلق بالسيارات والميكانيكا، وكانت تحلم بأن تصبح يوماً ما سائقة محترفة في سباقات السيارات. لكن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، فقد واجهت ريم العديد من العقبات والتحديات، بدءاً من النظرة التقليدية التي كانت تحصر مجال رياضة السيارات في صفوف الرجال، إلى ضغوط المجتمع التي كانت تعيقها عن تحقيق حلمها، بدأ من القيود السابقة في المملكة على قيادة المرأة. ومع ذلك، استمدت ريم قوتها من إيمانها بقدراتها وعزيمتها الراسخة، مما جعلها تخوض التجارب التدريبية المتخصصة في سباقات السيارات وتشارك في مسابقات محلية تثير إعجاب الجميع.
من خلال المثابرة والاجتهاد، تمكنت ريم العبود من إثبات نفسها كواحدة من ألمع الوجوه في رياضة السيارات. فقد حققت عدة إنجازات مبهرة في بطولات محلية ودولية، حيث استطاعت أن تتصدر المراكز الأولى في سباقات التحمل والسرعة. فهي أول إمرأة سعودية تدوّن لحظة تاريخية في اختبار الفورمولا إي في أول مرة يجري فيها تحدي الفورمولا 1 بنجاح. فقد أحرزت ريم الرقم القياسي الجديد البالغ 2.49 ثانية، متجاوزة بسهولة الرقم القياسي الحالي لسيارات المقعد الواحد الحالية للتسارع إلى 100 كم/س في 2.64 ثانية.
ولم تقتصر إنجازاتها على الأرقام القياسية والجوائز فحسب، بل كان لها تأثير بالغ على تشجيع الفتيات على خوض غمار هذه الرياضة الخطيرة والتحدي، إذ أصبحت مصدر إلهام للعديد من الشابات اللواتي تطمح إلى دخول هذا الميدان الذي يتطلب شجاعة لا تضاهى.
وقد لعبت ريم العبود دوراً فعالاً في تغيير النظرة التقليدية تجاه المرأة في الرياضة، من خلال مشاركتها الفعالة في ورش العمل والندوات التي تركز على دعم المواهب النسائية في مجال السيارات. وأكدت ريم دائماً أن نجاحها لم يكن وليد الحظ، بل هو نتيجة للتدريب المكثف والعمل الدؤوب والدعم الذي تلقته من أسرتها وفريقها التقني. وبفضل رؤيتها الثاقبة ومهاراتها العالية في التحكم بالسيارة، أصبحت ريم رمزاً للتحدي والتميز، حيث استطاعت أن تبرز في مسابقات تتطلب دقة متناهية وسرعة استجابة فائقة.
وتعكس قصة ريم العبود في رياضة السيارات أهمية الإصرار والتفاني لتحقيق الأحلام، مهما كانت العقبات كبيرة. فقد علمت ريم الكثير عن قيمة العمل الجماعي، والتخطيط الدقيق، والتطوير المستمر للمهارات، مما جعلها تتفوق في بيئة رياضية تنافسية وصعبة. وتؤكد قصتها على أن النجاح في أي مجال لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى شغف لا ينضب ورغبة جامحة في تجاوز الحدود.
وفي المستقبل، تأمل ريم أن تواصل مسيرتها وأن تلعب دورًا محوريًا في فتح الأبواب أمام جيل جديد من النساء في رياضة السيارات، ليس فقط في بلدها بل على مستوى العالم. إن تجربتها تؤكد أن التحديات ليست سوى فرص للتعلم والنمو، وأن الإرادة القوية يمكنها تحويل الحلم إلى واقع ملموس.