لطالما كان الاعتقاد السائد أن زيادة سماكة المعدن المحيط بالركاب هو المفتاح للنجاة من الحوادث. وقد أكدت دراسات من معهد التأمين للسلامة على الطرق السريعة (IIHS) أن الوزن الإضافي حتى حدود 1800 كيلوجرام يمكن أن يقلل بالفعل من معدل الوفيات بين السائقين، مع زيادة طفيفة فقط في المخاطر التي يتعرض لها ركاب المركبات الأخرى. ولكن عند تجاوز هذا الحد، تتلاشى الفوائد المتوقعة لركاب السيارة الثقيلة بينما يزداد الخطر الذي يشكلونه على الآخرين بشكل ملحوظ.

فتحليل بيانات الحوادث خلال الفترة بين 2011 و2022 أظهر أن السيارات الأثقل لا توفر حماية مطلقة، خصوصًا عند التصادم مع مركبات أصغر حجمًا أو أقل صلابة. ويعزز هذا الفهم الجديد فكرة أن زيادة كتلة السيارة مفيدة فقط حتى نقطة معينة، وبعد ذلك، يمكن أن يؤدي الوزن الإضافي إلى عواقب أكثر خطورة في الحوادث متعددة السيارات.

أحدثت التقنيات المتطورة ثورة في مجال سلامة السيارات، حيث تلعب أنظمة مثل الوسائد الهوائية، والفرامل التلقائية في حالات الطوارئ، والتصاميم المحسنة للمصدات دورًا حاسمًا في منع الحوادث وتقليل آثارها. فتوضح الدراسات الحديثة أنه عند أخذ هذه الأنظمة الحديثة في الاعتبار، تتضاءل الفائدة الوقائية للوزن الإضافي. فعلى سبيل المثال، إذا اكتسبت سيارة خفيفة الوزن حوالي 230 كيلوجرامًا، فإن معدل الوفيات بين السائقين ينخفض بشكل كبير، بينما تظل الزيادة في المخاطر على الطرف الآخر طفيفة للغاية.

وتشير هذه الأدلة إلى أن تصميم المركبات بوزن مثالي مع الاستفادة من ميزات الأمان المتقدمة أكثر فعالية من مجرد جعل السيارات أكثر ثقلًا. وإلى جانب تعزيز سلامة السائق، فإن تقليل الوزن له فوائد إضافية، مثل تحسين كفاءة استهلاك الوقود وزيادة القدرة على تحميل البضائع. وتؤكد الأبحاث أن إعادة تصميم السيارات الأثقل على الطرق يمكن أن يُنقذ الأرواح، مع تحسين الأداء والكفاءة البيئية في الوقت نفسه.