كشفت شركة بورشه، صانعة السيارات الألمانية الشهيرة التي تشتهر بدفع حدود هندسة الأداء، عن إضافة رائدة إلى تشكيلة سيارات 911 الأسطورية، ألا وهي نظام T-Hybrid الجديد، والذي من المقرر ظهوره لأول مرة في سيارة بورشه 911 كاريرا GTS 2025، حيث يمثل نظام الدفع الهجين المبتكر هذا تقاربًا بين التكنولوجيا المتطورة والسعي لتحقيق التميز في مجال السيارات.
لم تكن رحلة بناء سيارة 911 الهجينة سريعة وسهلة، بل في الواقع، قبل ست سنوات، خلال العرض الأول لجيل 992 من طراز بورشه 911 في عام 2018، أعرب كبير المهندسين آنذاك أوغست أكليتنر عن شكوكه حول ضرورة وقابلية نجاح نسخة هجينة منها. ومع ذلك، فإن سيارة 911 الهجينة لم تصبح مجرد حقيقة بل هي شهادة على التزام بورشه بالتطور مع مرور الوقت.
إذًا، ما الذي يميز نظام بورشه T-Hybrid عن الأنظمة الهجينة التقليدية؟ في جوهره،يركز نظام الحركة المبتكر هذا على تحسين الأداء مع الالتزام بأنظمة الانبعاثات الصارمة. على عكس الأنظمة الهجينة التقليدية التي تتنازل عن الأداء من أجل الكفاءة، يتمكن نظام T-Hybrid الخاص ببورشه على توفير دفعة قوة ملحوظة تبلغ 64 حصانًا مقارنة بنظيره غير الهجين في طراز كاريرا GTS السابق، كل ذلك مع الحفاظ على نسبة الهواء والوقود المثالية للمحرك طوال دورة الدوران.
وأبرز ما في نظام T-Hybrid هو بطاريته المدمجة والقوية بقدرة 1.9 كيلووات في الساعة و400 فولت، والموضعة بشكل استراتيجي أسفل الغطاء الأمامي لسيارة 911. ويضمن مصدر الطاقة خفيف الوزن هذا، الذي يزن 59 رطلاً فقط، الحد الأدنى من التأثير على توزيع وزن السيارة. وفي الوقت نفسه، تجد البطارية التقليدية بقوة 12 فولت مكانًا جديدًا أسفل المقاعد الخلفية، مما يعمل على تحسين المساحة والتوازن.
ونجد في قلب نظام T-Hybrid مكونان محوريان: محرك جر مدمج داخل صندوق التروس وشاحن توربيني كهربائي مقترن بمحرك مسطح سداسي الأسطوانات بسعة 3.6 لتر. حيث يعزز محرك الجر، الذي يوفر ما يصل إلى 53.6 حصانًا و110 رطل قدم من عزم الدوران، ويعزز من الاستجابة، في حين أن الشاحن التوربيني الكهربائي، الذي يتميز بمحرك كهربائي بقوة 14.7 حصانًا، يقلل بشكل كبير من تأخر التيربو ويعيد شحن البطارية.
ومن الجدير بالذكر أن نظام T-Hybrid يختلف عن أنظمة السيارات الهجينة التقليدية من خلال عدم قدرته على العمل بالطاقة الكهربائية فقط. ومع ذلك، يتم تعويض هذا من خلال التكامل السلس للنظام مع تجربة القيادة الديناميكية في 911، مما يضمن مزيجًا متناغمًا من الأداء والكفاءة.
يمثل المحرك بحد ذاته أعجوبة تكنولوجية، حيث يتميز بتطورات كبيرة مقارنة بأسلافه. فيستخدم المحرك الجديد ذو الست أسطوانات نظام تعديل عمود الكامات المتغير Variocam من بورشه. ويحقق المحرك، مقترناً بمحرك الجر، قوة إجمالية تبلغ 532 حصاناً و449 رطلاً من عزم الدوران، مما يضع معايير جديدة لأداء 911.
وعلى الرغم من دمج المكونات الهجينة، تحافظ بورشه على ديناميكيات القيادة الأسطورية لسيارة 911، حيث تقدم الدفع بالعجلات الخلفية كخيار قابل للتطبيق إلى جانب تكوينات الدفع الرباعي. ويؤدي إدخال نظام التوجيه بالعجلات الخلفية والإطارات الخلفية الأوسع إلى تعزيز براعة التحكم في سيارة GTS، مما يضمن أداءً لا مثيل له على أي طريق.
إذا ألقينا نظرة على الماضي، فربما كان تطور طراز 911 نحو التهجين أمراً حتمياً، نظراً للتطور المستمر الذي تشهده صناعة السيارات. ومع ذلك، فإن نهج بورشه يتجاوز مجرد الامتثال، مما يعكس التزامًا حقيقيًا بالابتكار والتميز في الأداء.