تُعد نواقل الحركة الأوتوماتيكية أكثر راحة وسهولة في الاستخدام مقارنةً بالنواقل اليدوية، لكنها قد تتطلب إصلاحات مكلفة عند تعرضها للتلف. ويمكن اكتشاف العلامات المبكرة لمشاكل ناقل الحركة مثل التأخير في تبديل التروس، وارتفاع عدد دورات المحرك بشكل غير طبيعي، والسلوك غير المنتظم لناقل الحركة، أو صعوبة إدخال وضعية الرجوع للخلف، مما يساعد في منع حدوث أضرار جسيمة. ومع ذلك، يقع العديد من السائقين في أخطاء شائعة تؤدي إلى تقليل العمر الافتراضي لناقل الحركة الأوتوماتيكي دون إدراك ذلك. وفيما يلي أكثر العادات الخاطئة التي يحذر منها الخبراء.
أحد أهم العوامل التي تحافظ على ناقل الحركة الأوتوماتيكي هو تغيير زيت ناقل الحركة بانتظام. ويوصي الخبراء باستبدال الزيت كل 60,000 إلى 80,000 كيلومتر، خاصةً في المناطق ذات المناخ الحار. في حين أن بعض شركات تصنيع السيارات تدعي أن زيت ناقل الحركة يدوم مدى الحياة، إلا أن شركة ZF -المزود الرئيسي لناقلات الحركة لعلامات تجارية مثل جنرال موتورز، فورد، مرسيدس، وبي ام دبليو- توصي باستبداله كل 100,000 كيلومتر. هذه التوصية تعتمد على الظروف الأوروبية ذات درجات الحرارة المنخفضة، مما يجعل تغيير الزيت في المناطق الحارة مثل الشرق الأوسط أكثر ضرورة قبل هذا الحد.
ويُوصى بشدة بتركيب مبرد زيت ناقل الحركة للسائقين الذين يستخدمون سياراتهم في الطرق الوعرة أو في المهام الشاقة. فالحرارة الزائدة هي أكبر عدو لزيت ناقل الحركة، حيث تؤدي إلى تدهور خواصه وتقليل قدرته على التشحيم وحماية المكونات الداخلية. ويساعد مبرد ناقل الحركة في الحفاظ على درجة حرارة الزيت ضمن المستوى الأمثل، مما يطيل العمر الافتراضي لناقل الحركة ويمنع الإصلاحات المكلفة.
إحدى أكثر العادات ضررًا لناقل الحركة الأوتوماتيكي هي التبديل بين وضعية الرجوع للخلف (R) والقيادة (D) قبل توقف السيارة تمامًا. حيث يقوم العديد من السائقين باستخدام ناقل الحركة لإبطاء السيارة بدلاً من الاعتماد على الفرامل، مما يؤدي إلى تآكل مكون صغير ولكنه بالغ الأهمية يُعرف باسم شريط الفرامل (Brake Band).
يعمل شريط الفرامل على إيقاف مجموعات التروس الداخلية، وليس إيقاف السيارة بالكامل. ومع مرور الوقت، تضعف هذه القطعة وتؤثر على قدرة ناقل الحركة على تبديل التروس بسلاسة. وعلى الرغم من أن استبدال شريط الفرامل ليس مكلفًا بحد ذاته، إلا أن تفكيك ناقل الحركة لإصلاحه يمكن أن يكون مكلفًا للغاية.
وبالمثل، فإن وضع السيارة في وضعية التوقف (P) قبل توقفها التام قد يؤدي إلى تلف كارثي في ناقل الحركة. إذ تعتمد آلية التوقف على ترس معدني صغير غير مصمم لإيقاف السيارة أثناء الحركة. وإذا انكسر هذا الترس، فلن تعمل وظيفة التوقف بشكل صحيح، كما أن شظايا المعدن المكسورة قد تنتقل إلى ناقل الحركة، مما يتسبب في مزيد من التلف.
هناك اعتقاد شائع بين السائقين بأن وضع السيارة في الوضع المحايد (N) عند النزول من المنحدرات أو أثناء التباطؤ يساعد في توفير الوقود. ومع ذلك، يؤكد الخبراء أن أنظمة حقن الوقود الحديثة مصممة لاستهلاك وقود أقل عندما تكون السيارة في وضع القيادة (D) وليس في الوضع المحايد.
ومن الناحية الميكانيكية، يؤدي وضع ناقل الحركة في N إلى تقليل عدد دورات المحرك، مما يؤثر على دوران الزيت وكفاءة التبريد. أما في وضع القيادة (D)، فإن المحرك وناقل الحركة يحصلان على تزييت وتبريد أفضل، مما يساعد في الحفاظ على الأداء على المدى الطويل.
إضافةً إلى ذلك، يُشكل نزول المنحدرات في الوضع المحايد (N) خطرًا على سلامتك وسلامة الأخرين، حيث يحتاج السائق إلى إعادة التبديل إلى وضع القيادة (D) قبل التسارع أو التصرف في حالات الطوارئ، مما قد يؤدي إلى تأخير في الاستجابة في المواقف الحرجة.
وفي سياق أخر، قد يؤدي القيادة عبر المياه العميقة إلى تسرب الرطوبة إلى نظام ناقل الحركة، مما قد يتسبب في مشاكل ميكانيكية خطيرة. حيث تُغير المياه تركيبة زيت ناقل الحركة، مما يجعله يفقد خواصه التشحيمية. وإذا اختلط الزيت بالماء، فقد يؤدي ذلك إلى خلل كامل في ناقل الحركة، أو تبديلات غير سلسة، أو حتى تعطله بالكامل.
ويوصي الخبراء بتغيير جميع زيوت السيارة، بما في ذلك زيت ناقل الحركة، بعد القيادة في مياه مرتفعة. وفي بعض الحالات، قد لا يكون تغيير الزيت لمرة واحدة كافيًا، وقد يكون من الضروري تنفيذ عدة دورات تنظيف للتأكد من إزالة جميع آثار الماء. ويمكنك اتخاذ إجراءات وقائية مثل تجنب الطرق المغمورة بالمياه والتأكد من سلامة أختام ناقل الحركة لحمايته من التلف الناتج عن الرطوبة.
وفي النهاية، يحتاج ناقل الحركة الأوتوماتيكي إلى نمط قيادة سليمة، وصيانة منتظمة، وتجنب العادات التي تسبب ضغطًا غير ضروري على مكوناته الداخلية. ومن خلال اتباع أفضل الممارسات والحرص على القيادة بعناية، يمكن للسائقين الاستمتاع بأداء سلس وتجنب إصلاحات ناقل الحركة المكلفة.