من أهم الخطوات التي تتم بعناية شديدة وتستغرق مجهوداً ووقتاً طويلاً في صناعة الأفلام اختيار الممثلين فنجاح أي عمل يتوقف بشكل كبير على هذا العنصر، الأداء ومستوى الشهرة من العناصر التي تنشر الحديث عن الفيلم بشكل كبير، وتتم عملية مشابهة لهذه المرحلة المعروفة بالـ"كاستينج" عند اختيار السيارات التي ستظهر بالفيلم خاصةً إذا كان من نوعية الأكشن المفعمة بالحركة والمليئة بالمطاردات والتي تؤدي بها السيارات دور أساسي ويجب أن تتماشى شخصيتها مع طبيعة العمل السينمائي، في السطور التالية نستعرض لكم مجموعة من سيارات الأفلام التي تمكنت من التألق وصنع شهرتها عبر السينما وترك أثر واضح عليها.
ظهرت أودي إيه 8 بشكل خاص عبر أجيالها المختلفة في سلسلة أفلام ترانسبورتر التي أنتجت بين 2002 و2015 وقام ببطولتها الممثل البريطاني جيسون ستاثام على مدار ثلاثة أجزاء ثم تم استبداله بإد سكرين في الجزء الرابع عام 2015، أدت مجموعة كبيرة المطاردات في مختلف مهام التوصيل التي أسندت إلى شخصية فرانك مارتن في الفيلم، مرة يكون المسؤول عن إحضار ترياق لمرض خطير تتصارع عليه أطراف كثيرة وأخرى يجبر على اصطحاب ابنة مستهدفة لأحد الرجال المهمين.
تم استخدام نسخة أودي إيه 8 إل المصفحة في الفيلم التي أتت بقاعدة عجلات أطول ومحرك من 12 اسطوانة ولد قوة 444 حصان وعزم 580 نيوتن.متر.
يمكن القول أن موستنج من أشهر طرازات العضلات على مستوى العالم وسيارات الأفلام أيضاً بينما تمتعت هذه النسخة بشهرة خاصة والتي لقبت باسم إليانور، مثلت السيارة جزءاً خاصاً من فيلم Gone in 60 seconds الذي أنتج عام 2000 وقام ببطولته الفنان الأمريكي نيكولاس كيدج حيث لعب دور ممفيس رينز، سارق السيارات المعتزل الذي يجبر على العودة لإنقاذ أخيه من القتل حيث تسند إليه مهمة سرقة 50 سيارة في ليلة واحدة، أهمهم وأغلاهم هي موستنج إليانور، اكتسبت إليانور شهرتها منذ 1974 في النسخة الأصلية من Gone In 60 Seconds حيث ظهرت كنسخة معدلة من موستنج سبورتس روف موديل 1971.
من منا لا يعرف هذه السيارة، فحتى إذا لم تكن تعلم كثيراً عن هويتها فلا بد أنك قد لمحتها سابقاً، إذ تعد ضمن أشهر سيارات الأفلام في التاريخ، إنها دي إم سي ديلوريان أو دي إم سي 12 كما يطلق عليها البعض استناداً لرمزها أثناء عملية إنتاجها بين 1981 و1982، والتي أدت دور ألة الزمن بسلسلة أفلام العودة إلى المستقبل Back To The Future التي أنتجت عبر ثلاثة أجزاء بين 1985 و1990، حيث عمل العالم إميت براون في الفيلم على الديلوريان لتقوم بالسفر عبر الزمن عند الوصول لسرعة 88 ميل/الساعة، ولشهرة هذه السيارة كان قد وصل عدد النسخ التي تم تعديلها لتحاكي شكل آلة الزمن إلى 122 عام 2021، عملت السيارة في الأصل عبر محرك 2850 سي سي من ستة اسطوانات بلغت قوته 130 حصان.
ارتبطت سيارات أستون مارتن دوماً بشخصية جيمس بوند ويعود تاريخ هذا الرابط إلى سنة 1964 التي تم إنتاج فيلم جولد فينجر فيها كثالث أجزاء سلسلة أفلام جيمس بوند، وتم استخدام أستون مارتن دي بي 5 فيه كسيارة بوند الذي قام بدوره الفنان السكتلندي شون كونيري، لتصبح مع مرور السنوات ضمن أشهر سيارات الأفلام، تم استخدام أربعة نسخ من أصل 1059 دي بي 5 تم إنتاجها بين 1963 و1965 وتم بيع هذه السيارات بعد ذلك في مزادات تخطت قيمتها فيها الأربعة مليون دولار، ثم قامت أستون مارتن بإعادة بناء 25 نسخة منها في برنامج خاص وتم تزويدها بنفس معدات التجسس التي استخدمت في فيلم جولد فينجر كما سعت للعمل مع نفس الموردين الذين تم التعامل معهم أثناء تنفيذ السيارة الأصلية، بلغ سعر النسخة المعاد بنائها حوالي 2.75 مليون جنيه استرليني.
لعلها من أكثر سيارات الأفلام التي علقت في أذهان ملايين الشباب، ظهر الجيل الرابع من تويوتا سوبرا في أول أجزاء فيلم فاست أند فيوريوس من إنتاج سنة 2001 حيث قادها برايان أوكونور الذي قام بدوره الفنان الراحل بول ووكر بعد تعديلها لتأتي بمظهرها الشهير المتمثل في اللون البرتقالي والملصقات الجانبية والجنوط الكبيرة، تم بيع السيارة التي استخدمت في الفيلم بمزاد مقابل 185 ألف دولار أما عن النسخ التسويقية العادية فقدمت بين 1993 و2002 عبر عدة إصدارات عملت بمحرك 2JZ GTE التوين تيربو الشهير ذو سعة 3000 وتراوحت قوتها بين 276 و320 حصان.
نشات على حب المحركات وقررت تحويل شغفي لعملي الأساسي, أرى الشخصيات الحقيقية وراء السيارات واسعى لتقديم محتوى جاذب لمختلف محبيها