في عام 1888، قامت برتا بنز بتحقيق إنجاز تاريخي يكتنفه الإعجاب والإعتزاز. ولكن قبل ذلك، ولدت برتا بنز في 3 مايو 1849 في ألمانيا، وكان لها دور كبير في تطور صناعة السيارات وتغيير النمط الثقافي والاجتماعي المحيط بها آنذاك. في موضوعنا لليوم، سنلقي نظرة سريعة على حياة برتا بنز والإنجاز الذي جعلها أيقونة خالدة في تاريخ السيارات.
برتا بنز كانت إمرأة مبتكرة وكانت تمتلك عقل نابغ منذ نعومة أظافرها. وقد تزوجت من المهندس كارل بنز، وهو مؤسس شركة مرسيدس بنز الشهيرة، وصاحب أول براءة اختراع لسيارة في العالم، والتي كانت برتا في الواقع تستثمر في اختراعه وبدونها لم يكن ذلك الاختراع الذي غير العالم ليظهر للعلن. ولكن في العصور التي كانت تعيشها برتا، كان من غير المألوف أن تشارك النساء في مجالات مثل الهندسة والتكنولوجيا بشكل رسمي لذلك لم يتم تسجيل اسمها ببراءة الاختراع، ولكن بالرغم من ذلك برتا كانت هي الاستثناءً.
في عام 1888، قررت برتا بنز قيادة سيارة زوجها التي سجل براءة اختراعها دون علمه. ولقد كانت هذه الخطوة جريئة ومبتكرة بشكل لا يصدق في تلك الحقبة، فكيف لامرأة قيادة سيارة بشكل علني على الطرقات في وضح النهار! ولكن قيود المجتمع حينها لم تقيد حلمها، وقامت بتحميل السيارة بوقودها وأخذتها في رحلة اختبارية تاريخية على الطرق الوعرة والتضاريس الصعبة، ما جعل ذلك الإنجاز مبهرًا أكثر، حيث واجهت ضعف البنية التحتية للطرقات آنها كونها لم تكن مجهزة لهذا النوع من وسائل التنقل بعد.
لقد تركت برتا بنز أثرًا لا يمكن نكرانه في تاريخ السيارات والمجتمع على حد سواء. فقد كان إنجازها يمثل تحدٍ كبير لتشجيع وإلهام النساء في جميع أنحاء العالم لمواجهة التحديات ومتابعة شغفهن أينما كان. وقد ساهمت بشكل كبير في تغيير نظرة المجتمع إلى دور المرأة في مجالات العلم والتكنولوجيا، لتفتح الباب من بعدها على مصرعيه للعديد من العقول النيرة التي رهبت المجتمع والتقاليد المتزمتة.
ومازال إنجاز برتا بنز كأول امرأة قادت سيارة يظل محط إعجاب وإلهام إلى الآن. تجسيدًا للشجاعة والعزيمة، فقد كانت برتا تمثل رمزًا للتغيير والتقدم، حيث أنجزت برتا بنز فعلًا استثنائيًا عندما قادت أول سيارة في التاريخ، وهذا الإنجاز له تأثير كبير على تغيير النمط الاجتماعي وتشجيع دور المرأة في مجتمعها وفي مجتمعات العالم أجمع.