للوهلة الأولى، قد يبدو التصميم الداخلي لسيارة توربيون مألوفًا لعشاق عائلة بوجاتي، حيث يتميز بوحدة تحكم مركزية وعجلة قيادة فريدة. ومع ذلك، فإن اللافت للنظر هو بلا شك مجموعة عداداتها المعقدة. وتزن هذه الأعجوبة المصنوعة من التيتانيوم 1.5 رطل فقط، ولكنها تتألف من أكثر من 600 جزء تم تجميعها جميعًا بدقة، بما في ذلك الأحجار الكريمة الجميلة مثل الياقوت والصفير. هذا الاهتمام بالتفاصيل لا يعزز فقط من الجماليات؛ إنما يؤكد التزام بوجاتي بالدقة، حيث أن تفاوتات العدادات دقيقة لا تتخطى 5 إلى 50 ميكرون (0.0002 إلى 0.002 بوصة).

كما يحتوي الجزء الأمامي من العدادات على قرص مركزي يحتوي على عداد السرعة ومؤشرات عدد دورات المحرك في الدقيقة، على غرار عقارب الساعة المصنوعة ببراعة. وتكتمل هذه الأناقة التناظرية بشاشة رقمية مدمجة بدهاء توفر معلومات أساسية مثل السرعة واختيار القير. يحيط بهذه القطعة المركزية أقراص إضافية توفر مقاييس حيوية مثل درجة الحرارة ومستويات الوقود وشحن البطارية، بينما يعرض القرص الأيمن بشكل بارز الطاقة التي يمد بها محرك توربيون الهجين، وهو المكون من 16 إسطوانة بإجمالي قوة 1800 حصان.

ويتجلى تفاني بوجاتي في التصميم الذي يركز على السائق بشكل أكبر في عجلة القيادة في توربيون، والتي تتميز بمحور ثابت ومكبرات صوت تمتد بشكل خفي خلف مجموعة العدادات. وتضمن هذه الهندسة المدروسة رؤية واضحة للوحة العدادات مما يعزز سهولة الاستخدام.

وبعيدًا عن وظائف هذه المجموعة من العدادات، فإن هدف بوجاتي أبعد من ذلك، حيث أنها تسعى لتظل جاذبية السيارة متفردة ودائمة حتى لقرن من الزمن. وتجسد مجموعة العدادات هذه روح الإبداع الفرنسي، ليس فقط كعرض للبراعة التكنولوجية ولكن كعمل فني حقيقي. إن تكاملها مع شاشة مركزية مخفية، تخرج بشكل خفي من لوحة القيادة، تعمل على تنسيق الوظائف الحديثة مع الجاذبية الكلاسيكية للأجهزة التناظرية - وهو التوازن الذي لاحظه الرئيس التنفيذي لشركة Bugatti Mate Rimac ليتردد صداه مع عشاق السيارات الفائقة المميزين الذين يفضلون الأناقة الخالدة.

هذا ويحيط الترقب بإطلاق توربيون، المقرر في عام 2026، مع إنتاج يقتصر على 250 نموذجًا فقط، مما يضمن التفرد الذي يتناسب مع ابتكاراتها التكنولوجية. ولا تعد كل وحدة بالتميز في عالم السيارات فحسب، بل إنها شهادة على الدمج بين الدقة السويسرية وبراعة السيارات الفرنسية. ومع خطى بوجاتي نحو المستقبل، تقف توربيون بمثابة بيان جريء وتحفة فنية تمزج بين التراث والابتكار، تستعد لتأسر عشاق السيارات لأجيال قادمة.