ولدت ويلكوكس في شيكاغو عام 1838، وأمضت حياتها في تصميم الآلات التي كان الهدف منها جعل الحياة أسهل قليلاً. وفي أواخر العشرينيات من عمرها، اكتشفت ويلكوكس مشكلة: عدد من الأشخاص الذين كانوا يركبون ويقودون عربات السكك الحديدية - وهي "المركبات" الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت - كانوا يعانون من تجمد الأصابع عندما يصبح الطقس باردًا. كانت التكنولوجيا في ذلك الوقت بدائية جدًا، مع القليل جدًا من العزل أو الراحة.

بدأت ويلكوكس بعد ذلك بتجربة فكرة رائعة حقًا. فقد أدركت أنه نظرًا لأن المحركات تولد الكثير من الحرارة، فيمكنها تمرير قناة من الهواء عبر المحرك ثم إرسالها مرة أخرى إلى داخل عربات السكك الحديدية. لقد كان مفهومًا عبقريًا جدًا، لم يتم أخذه بعين الاعتبار من قبل. وحصلت ويلكوكس على براءة اختراع لفكرتها في نوفمبر من عام 1893.

ولكن لم يكن الطريق سهلاً، رغم ذلك. فكانت ويلكوكس قد حصلت بالفعل على براءة اختراع لأفكار سابقة ولكن كان من غير القانوني بالنسبة للنساء القيام بذلك باسمائهن في ذلك الوقت. وكان على ويلكوكس أن تقدم براءة الاختراع السابقة باسم زوجها. ولكن بحلول عام 1893، سُمح للنساء بتقديم براءات الاختراع. لذلك، تمكنت من الحصول على الفضل الكامل لاختراعها.

ومع ذلك، لم يحب الجميع الفكرة لأنها كانت لا تزال بدائية جدًا، كما أنه لم تكن هناك طريقة لتنظيم درجة الحرارة، فالسائق إما يتعرض لهواء المحرك الساخن الذي من شأنه أن يصبح أكثر سخونة بشكل تدريجي كلما طالت فترة القيادة، أو يتحمل الأصابع الجليدية بسبب البرودة القارسة.

لكن فكرة ويلكوكس لا تزال هي الأساس لمدفأة السيارات اليوم، حيث أنها الفكرة التي لجأ إليها المهندسون عندما كانوا يحاولون تنظيم درجة الحرارة في السيارات الحديثة. حيث كانت أولى السيارات التي تم إنتاجها مكشوفة جميعًا وظهرت أول السيارات المغلقة في السوق الاستهلاكية في عام 1907. وتم تركيب مدفأة بدائية في وقت مبكر من عام 1917، ولكن لم تصل المقصورة فعليًا إلى مستوى ملحوظ من التدفئة إلا بعد أن بدأت شركة فورد في استخدام تصميم مدفأة السيارة الخاص بويلكوكس في عام 1929.