في الجزء الثاني من القصة المثيرة لفرديناند بورشه، نتجاوز الهندسة لنكشف واحدة من أكثر الخصومات مرارةً في تاريخ صناعة السيارات. فبعد الحرب العالمية الثانية، أصبح بورشه هدفًا للغضب الوطني الفرنسي، حيث وُجهت إليه اتهامات بجرائم حرب، وسرقة، واستغلال العمال. ولكن هل كان مذنبًا حقًا، أم أن هذه مجرد عداوة سياسية وصناعية متجذرة في تاريخ أوروبا؟ هذا ما سنعرفه في سلسلتنا من "غموض وأسرار في عالم السيارات" على قناتنا Motor283 باليوتيوب.
بعد أشهر قليلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية، اتهمت الحكومة الفرنسية فرديناند بورشه بجرائم حرب واعتقلته مع ابنه فيري بورشه وصهره أنتون بييش. لكن التهم، التي ارتبطت رسميًا بسوء معاملة العمال في مصنع بيجو وسرقة معدات، أثارت الكثير من التساؤلات.
يعود أصل القصة إلى عام 1940، عندما سيطرت ألمانيا النازية على فرنسا وصناعاتها الرئيسية. وقع مصنع بيجو تحت السيطرة الألمانية، وتم تعيين فولكس فاجن، بقيادة بورشه، للإشراف عليه. وخلال سنوات الإنتاج القسري للآلة الحربية الألمانية، تم نهب مرافق بيجو بالكامل خلال انسحاب القوات الألمانية، حيث نُقلت المعدات والأدوات والوثائق إلى ألمانيا.
وبعد تحرير فرنسا، سعت الحكومة لتحقيق العدالة، لكن البعض يرى أن الأمر تحول إلى انتقام. كان بورشه في السبعين من عمره عندما صدر الحكم بسجنه لمدة عشرين شهرًا، لكنه أُطلق سراحه لاحقًا في ظروف غامضة. ويعتقد الكثيرون أن الدوافع الحقيقية كانت سياسية، مدفوعة بصراع طويل الأمد مع بيجو بدأ قبل الحرب واستمر بعدها.
توفي فرديناند بورشه عام 1951، لكن العداء الفرنسي لم ينتهِ بوفاته. ففي الستينيات، عندما أطلق حفيد بورشه الطراز الشهير 901، رفعت بيجو دعوى قضائية ضد الشركة، مدعية امتلاكها الحقوق الحصرية لأسماء السيارات المكونة من ثلاثة أرقام مع "0" في المنتصف. ونتيجة لذلك، أُجبرت بورشه على تغيير اسم السيارة إلى 911.
لكن لماذا هذا الإصرار؟ كانت بي إم دبليو تمتلك طرازات مثل 507، وفيراري لديها 206، ومع ذلك، لم تُرفع أي قضايا ضدهم. مما دفع الكثيرين للاعتقاد بأن دعوى بيجو كانت بدافع الضغينة القديمة أكثر من كونها قضية قانونية.
ورغم هذه التحديات، استطاع فيري بورشه إعادة بناء إرث العائلة، حتى أنه استخدم أموالًا من اتفاقية حقوق ملكية مع فولكس فاجن لدفع كفالة والده وإخراجه من السجن. ومع مرور الوقت، نمت بورشه لتصبح قوة عالمية في صناعة السيارات الرياضية، حيث أطلقت الطراز الأسطوري 356، بينما لم تُنتج بيجو مطلقًا سيارة تحمل اسم 901، في حين أصبحت 911 واحدة من أنجح السيارات الرياضية في العالم.
من أوروبا التي مزقتها الحرب، إلى المحاكم والصفقات السرية، تعد قصة معركة فرديناند بورشه بعد الحرب حكايةً عن السياسة والسلطة والإصرار. فهل كان مجرم حرب أم مجرد كبش فداء؟
اكتشف الحقيقة الكاملة بمشاهدة الجزء الثاني من قصته في سلسلتنا " غموض وأسرار في عالم السيارات" على قناتنا Motor283. اضغط على الرابط لمعرفة أسرار الصراع بين بورشه وبيجو، والخلاف الذي شكّل تاريخ السيارات الرياضية.