في عالم صيانة السيارات، قد يبدو اختيار زيت المحرك بناءً على درجة اللزوجة فقط أمرًا كافيًا. لكن الحقيقة أن الفرق بين زيت محركات الديزل وزيت محركات البنزين أعمق بكثير، وقد يؤدي استخدام النوع الخطأ إلى تآكل محركك بشكل أسرع مما تتوقع. وسنشرح لك تفاصيل ذلك من خلال موضوعنا لليوم.
يعتقد البعض أن تشابه اللزوجة يعني إمكانية التبديل بين زيوت الديزل والبنزين دون مشاكل، إلا أن الخبير المتخصص في علم الاحتكاك والزيوت "ليك سبيد جونيور" يؤكد أن هذا اعتقاد خاطئ.
فالاختلاف الرئيسي بين زيوت الديزل والبنزين لا يكمن فقط في اللزوجة، بل في مكونات الإضافات الكيميائية. فزيت الديزل يحتوي على ضعف كمية مواد التنظيف (المنظفات) مقارنة بزيت البنزين.
هذا الاختلاف ضروري لمحركات الديزل، التي تنتج كمية أكبر من السخام والجزيئات الدقيقة أثناء التشغيل. وبينما قد يبدو المزيد من المنظفات أمرًا إيجابيًا، إلا أنه في محركات البنزين يعتبر عبئًا، حيث تتنافس المنظفات مع إضافات مقاومة التآكل، مما يضعف فعالية الحماية للمحرك.
بحسب "ليك سبيد جونيور"، لم تبن استنتاجاته على النظرية فقط، بل أجرى اختبارات مقارنة فعلية عندما كان يعمل لدى "دريفن ريسينغ أويل".
فقام بمقارنة أربع عينات زيت لها نفس اللزوجة تقريبًا: اثنتان مخصصتان لمحركات الديزل واثنتان لمحركات البنزين. أظهرت النتائج أن زيوت الديزل تسببت في تآكل أكبر بكثير لأجزاء المحرك مقارنة بزيوت البنزين التقليدية.
هذا التآكل المتسارع هو نتيجة مباشرة لعدم توازن الإضافات الكيميائية داخل الزيت، حيث لا تحصل محركات البنزين على الحماية الكافية ضد الاحتكاك والتآكل عند استخدام زيت مخصص للديزل.
قد تبدو بعض أنواع زيوت الديزل مغرية لاستخدامها بسبب سمعتها القوية، لكن المخاطرة لا تستحق الثمن. فمحركات البنزين تحتاج إلى زيوت مصممة خصيصًا لتركيبة احتراقها ومتطلباتها الخاصة من الإضافات الكيميائية.
وعلى المدى الطويل، استخدام الزيت الخاطئ يعني المزيد من التآكل، تقليل عمر المحرك، وزيادة تكاليف الإصلاح أو حتى الحاجة لاستبدال المحرك بالكامل. لذلك، تأكد دائمًا من اختيار الزيت المناسب لمحركك، وعدم التهاون في هذا الجانب الحيوي.
التعامل مع الزيوت يجب أن يكون علميًا ودقيقًا، وعدم التقيد فقط بلزوجة الزيت أو الشائعات المنتشرة. استخدام زيت الديزل في محرك بنزين قد يبدو خيارًا اقتصاديًا أو عمليًا في البداية، لكنه على المدى الطويل كارثي وقد يكلفك الكثير في إصلاحات أعطال جسيمة.