قد تبدو هذه الـ رينج روفر فوج Vogue موديل 2007 للوهلة الأولى مثل أي سيارة بريطانية فاخرة مستخدمة، لكن نظرة أقرب تكشف عن قصة ملكية استثنائية خلف طلاءها الأخضر الداكن Tonga Green.
فهي ليست مجرد سيارة دفع رباعي من الجيل L322، بل كانت مملوكة شخصيًا للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، والآن تستعد لدخول مزاد علني يحمل طابعًا ملكيًا لا يتكرر كثيرًا.
على مدار عقود، زودت شركة لاند روفر العائلة المالكة البريطانية بعدد من سياراتها المخصصة للمهام الرسمية والرحلات الريفية. لكن هذه النسخة تحديدًا تعد فريدة من نوعها، إذ يُعتقد أنها الوحيدة من فئة L322 التي حصلت على طلاء Tonga Green مع محرك V8 تيربو ديزل سعة 3.6 لتر، وكانت مملوكة للملكة شخصيًا.
على عكس النسخ المخصصة للمواكب الرسمية ذات المحركات البنزين، جاءت هذه السيارة بإضافات عملية تناسب استخدام الملكة الشخصي، مثل شبك مخصص للكلاب في الخلف لحماية كورجياتها الشهيرة، ومقابض إضافية لتسهيل دخولها إلى المقعد الخلفي.
وتم تجهيز السيارة بواسطة قسم Rover Special Vehicles ضمن عقد ملكي خاص، وتحمل وثائق SVO أصلية تثبت هذا الارتباط. بل وتظهر صور موثقة للملكة أثناء قيادتها لها في معرض ويندسور الملكي للخيول، مرتدية نفس الزي الذي تطابق ألوان المقصورة الداخلية من حيث الخياطة الجلدية وتطعيمات المقاعد. كما أُعيد مؤخرًا تركيب تمثال الكلب الكلاسيكي على غطاء المحرك، كما كان في الصور الأصلية من ذلك الوقت.
لا تتوقف القصة عند الملكة فحسب، بل تمتد لتشمل أحد أشهر الأسماء في عالم السيارات، جيريمي كلاركسون. فقد تبيّن أن هذه السيارة تشترك في تاريخ إنتاج واحد تقريبًا مع سيارة كلاركسون الشهيرة التي ظهرت في برنامجه Clarkson’s Farm، إذ لا يفصل بين أرقام الشاصي سوى 10 وحدات فقط، وتتشابه لوحات التسجيل في حرفين فقط. ما يجعلها عمليًا “شقيقة” لواحدة من أكثر سيارات رينج روفر شهرة في الإعلام البريطاني.
بعد انتهاء خدمتها الملكية، انتقلت السيارة إلى ملكية خاصة، ومرت بمرحلة من الإهمال وحتى مطالبة تأمينية بسيطة، ما أدى إلى نسيان تاريخها الحقيقي. لكن المالك الحالي لاحظ وجود ختم خدمة من قسم SVO في دفتر الصيانة، فبدأ رحلة بحث دقيقة قادته لاكتشاف حقيقتها المدهشة.
ومع بدء مشروع ترميم شامل، تم إعادة تركيب نظام الترفيه الأصلي، والهاتف الداخلي، وسماعات الرأس كما كانت في عهدها الملكي. والنتيجة: سيارة تجمع بين الهيبة الملكية، والتاريخ البريطاني، والهوية الفاخرة لعلامة رينج روفر.
هذه الرينج روفر ليست مجرد سيارة، بل قطعة من التاريخ البريطاني الحديث. يجعلها نسبها الملكي، ارتباطها بكلاركسون، وتفاصيلها النادرة أحد أكثر الطرازات قيمة وجاذبية لعشاق السيارات الكلاسيكية. ومن المتوقع أن تحقق سعرًا مرتفعًا عند عرضها في المزاد، ليس فقط لقيمتها التقنية، بل لما تحمله من رمزية وذكريات ملكية خالدة.
شارك
